المركز العراقي الافريقي للدراسات الاستراتيجية
الموقع الرسمي

الرواية الإفريقية.. إطلالة مشهديه

0

عرض/ السيد نجم

يضيء كتاب “الرواية الإفريقية.. ﺇطلالة مشهدية”، لمؤلفه شوقي بدر يوسف، على روائع الأدب الإفريقي. وتعد السطور الأولى من الكتاب، الأكثر تعبيراً عما تتضمنه سطور تلك الصفحات الثرية بالتجارب الفنية واﻹنسانية، حيث يقول الكاتب: «ﺇذا كان أدب أميركا اللاتينية قد أتى لنا بالواقعية السحرية، فإن الأدب الأفريقي قد أتى لنا بالسحر الأدبي الأفريقي».

شغلت الرواية الإفريقية مكان الصدارة الملائم في المشهد الروائي، وقد برر تلك المكانة بسبب حركات التحرر من المستعمر، ثم المشروعات الثقافية الطموحة لبلدان القارة. ويرى الكاتب أن رواج الرواية الإفريقية يرجع ﺇلى استمرار تناول هموم المجتمع الإفريقي وأحواله، والتمسك باللغة التي تكتب، بها حتى وإن كانت لغة المستعمر، كما تناول الكتاب الرواية الزنجية الأميركية.

ويبين المؤلف أن مصطلح «الأدب الإفريقي» مثير للجدل؛ ويتساءل: هل هو أدب المكان، أم غيره، ثم يشرح أن أغلب الأدباء ربطوا الأدب بالمكان. وقد عرفه د.غوريس سيلينكس: «الأدب الإفريقي هو اﻹنتاج الأدبي للشعوب الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، والذي بدأ زمنياً مع عهد الاستعمار الأوروبي للقارة.

وأما عن أهم رواد الرواية الإفريقية، فيوضح الكتاب أنه حصل البعض على جائزة نوبل (النيجيري وول سونيكا 1986)- (المصري نجيب محفوظ 1988)- (ومن جنوب أفريقيا نادين جورديمير 1991- وجون ماكسويل 2003)-(الأميركية من الأصل الأفريقي توني موريسون 1993).

فيما أنجز أدباء أميركا السود الكثير من الروايات، التي نالت جوائز دولية، «ريتشارد رايت 1909-1960»، الذي اتهم المجتمع الأميركي بقتل إنسانية السود، وهناك في رواية (ابن البلد) لـ«رالف اليسون 1914-1994»، الذي قال على لسان الأسود: «أفهم أني رجل خفي لسبب بسيط هو أن الناس يرفضون أن يروني». وفي روايته «الرجل الخفي» -«جيمس بولدوين 1924-1987» اتسمت أعماله بالسخط على المجتمع الأميركي.

ويفرد الكتاب فصلاً عن «رؤية تاريخية للرواية الإفريقية»، إذ يشير إلى أنه بدت التجارب الأولى في النصف الآخر من القرن الـ19 محاولات كتبت باللغات المحلية، كما في جنوب أفريقيا، إذ قام المبشرون برصدها وتحليلها لأهداف دينية ولكتابة اﻹنجيل.. مثل ما حدث مع لغة التونجا فى زمبيا.

ويلفت المؤلف إلى أنه يعد توماس موفولو رائد الرواية الفنية الأفريقية، مع رواية «مسافر ﺇلى الشرق»، وذلك بلغة قبيلة السوتو، وفي السياق هذا توالت الأعمال الروائية وكلها تنادي بالتحرر والمطالبة بالاستقلال.

وبخصوص «الكاتبة الإفريقية»، فيرى الكتاب أنه حظيت الساحة بالكثير من الأديبات الأفريقيات، مثل: «شيما ماند-نيجيريا- ليلى أبو العلا-السودان -تسيتسى دانجار- زيمبابوى- مريم با-السنغال- شولا ستيك-رواندا. وعن مراحل تطور الأدب الإفريقي فيبين المؤلف مرحلة اكتشاف الذات والتمسك بالموروث الشفاهي، واستعارة الحكاية الشعبية، ثم مرحلة الاحتكاك بالغرب والشعور بالمذلة والمهانة والندم، حيث هو الخادم في اﻹرساليات الأوروبية. وتجيء المرحلة النقدية بعد انتهاء الاستعمار. ويسعى الروائي فيها إلى التحرر من السلطة التي جاءت بعد الاستعمار، ومن ثم بدأت مرحلة مغامراته الفنية في الرواية.

ويقدم الكتاب” نماذج روائية مبعثرة”، منها: رواية” رحلة العم ما”.. (جان ديفاسا- الجابون)، ومحورها الصراع بين القديم والحديث، بين الأبيض والأسود، بين المدنية والمتوارث.

وفي شان»هوية السرد الإفريقي«، يجد المؤلف أنه تعد أنماطه متنوعة (رواية-قصة-سيرة ذاتية).. وأصل السرد كله تراث القارة، من الخزينة الشفهية للأجداد.. التي تميزت بالاحتفاء بالروح اﻹنسانية الأفريقية وهويتها الذاتية، حيث أهمية الأرض والقبيلة والوطن، ثم التوق للبحث عن الحرية.

نتيجة بحث الصور عن الرواية الإفريقية.. إطلالة مشهديه

الكتاب:الرواية الإفريقية.. طلالة مشهدية

المؤلف:شوقي بدر يوسف

الناشر:ناشرون»- اسكندرية 2017م

الصفحات:

212 صفحة

المصدر/ صحيفة البيان

شاركنا رأيك

بريدك الإلكتروني مؤمن ولن يتم اظهاره للعلن.