الطاقة المتجددة من أجل التنمية المستدامة في مصر (طاقة الرياح والطاقة الشمسية نموذجاً )
مقدمة :
مع بروز الآثار السلبية للطاقة التقليدية على التنمية والتنمية المستدامة على وجه الدقة، بات البحث عن مصادر جديدة تتلافي عيوب سابقتها، الشغل الشاغل للعالم أجمع. وأصبح التوجه نحو الطاقة المتجددة وصناعتها، أمر لا يحتمل التأجيل لكل دول العالم وعلى رأسها المناطق التي لديها وفرة في الطاقة المتجددة. وبدا لدى الحكومات والمفكرين أن مشكلة الطاقة غير المتجددة المتمثلة في النضوب وعدم الكفاءة في الإستخدام يمكن أن يستعاض عنها بالطاقة المتجددة التي تتسم بالتجدد والإستمرار، ومع تزايد الطلب على الطاقة بسبب الزيادة السكانية وإحتياجات التنمية باتت الحاجة ملحة وضرورية نحو إستخدام الطاقة المتجددة.
- تعريف الطاقة المتجدة وأهم مصادرها.
تعرف الطاقة المتجددة على أنها الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي تتجدد أو التي لا يمكن أن تنفذ (الطاقة المستدامة) أي شكل من أشكال مصادر الطاقة الشمسية أوالجيوفيزيائية أو البيولوجية التي تعيد العمليات الطبيعية تزويدها مجدداُ بمعدل يساوي أو يفوق معدل إستخدامها. وتستمد الطاقة المتجددة من التدفقات المستمرة أو المتكررة للطاقة التي تحدث في البيئة الطبيعية وتشمل مورد مستداماً مثل الكتلة الإحيائية، والطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية الأرضية ،والطاقة الكهرمائية، وموجات المد والجزر، والطاقة الحرارية البحرية وطاقة الرياح. ومع ذلك، يمكن إستخدام الكتلة الإحيائية بمعدل أكبر مما يمكن أن تنمو به أو استخلاص الحرارة من حقل طاقة حرارية أرضية بمعدل أسرع مما يمكن لتدفقات الحرارة أن تزودها به مجدداً. من ناحية أخرى، ليس لمعدل إستخدام الطاقة الشمسية المباشرة أي تأثير على المعدل الذي تصل به إلى الأرض. وتتعدد وتتنوع مصادر الطاقة المتجددة كما يوضحها الجدول رقم (1).
- تعريف التنمية المستدامة وأبعادها.
فيما تعرف التنمية المستدامة على أنها ” طبقاً لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التنمية على أنها ” إدارة وحماية قاعدة الموارد الطبيعية وتوجيه التغير التقني والمؤسسي بطريقة تضمن تحقيق وإستمرار إرضاء الحاجات البشرية للأجيال الحالية والمستقبلية. إن تلك التنمية المستدامة في الزراعة والغابات والمصادر السمكية تحمي الأرض والمياه والمصادر الوراثية النباتية والحيوانية ولا تضر بالبيئة وتتسم بأنها ملائمة من الناحية الفنية ومناسبة من الناحية الإقتصادية ومقبولة من الناحية الإجتماعية “. فيما عرفها إجتماع برونتلاند بأنها الأداة التـي يمكـن أن تحقق ما يلي:
- إنعاش النمو.
- تغيير جودة النمو.
- توفير الاحتياجات الأساسية عمل/ تغذية/ طاقة/ مياه/ أحرف.
- حفظ وتحسين قاعدة الموارد.
- إعادة توضيح مخاطر الإدارة والتكنولوجيا.
وتشمل التنمية المستدامة في تعريفها الأولى على بعدين أحدهما بيئي والآخر إقتصادي، إلى أن تحولت لتسمل سبعة عشر هدفاً يقترن به 169 غاية كما طرحها البنك الدولي في عام 2017.
- العلاقة الجدلية بين الطاقة والطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.
تشكل العلاقة بين الطاقة والتنمية المستدامة علاقة جدلية، إذ أن الطاقة الحالية ( غير المتجددة ) لايمكن أن تعمل على تحقيق الإستدامة على المستويين البيئي والبشري. ومع ظهور الطاقة المتجددة تحولت العلاقة السلبية إلى إيجابية، بما جعل الطاقة المتجددة إحدى الأدوات التي تساعد في تحقيق الإستدامة، إذ تشكل إمداداتها عاملاً أساسياً في دفع عجلة الإنتاج وتحقيق الإستقرار والنمو، مما يوفر فرص العمل ويعمل على تحسين مستويات المعيشة والحد من الفقر؛ لذا فإن إدراك التحديات العالمية التي تواجه القضايا الرئيسية المتعلقة بمجال الطاقة والبيئة، ومنها:
- توفير الطاقة لتعزيز النمو الإقتصادي والإجتماعي،
- تغيير أنماط الإنتاج والإستهلاك غير المستدامة والتي تتسبب في إهدار الموارد الطبيعية وحدوث التلوث الذي يهدد البيئة،
- الحد من التأثيرات السلبية لإستخدامات الطاقة على الغلاف الجوي،
- تحقيق العدالة بين سكان الريف والحضر في إمدادهم بالطاقة،
- توفير مصادر بديلة للطاقة يمكن الإعتماد عليها.
بما يمكن القول معه، أن الطاقة المتجددة لها دور بالغ الاهمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك من خلال العلاقة القوية بينها وبين الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتمعية للتنمية المستدامة. وقد تناولت العديد من الدراسات العلاقة بين الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة ومن بينها دراسة (Lund,2005 ) في الدنمارك التي ذهبت لرصد جوانب الطاقة المتجددة والتي تتمضن ثلاثة جوانب تكنولوجية في مقدمتها زيادة المعروض من الطاقة وتحسين إنتاج الطاقة وثالثهما إحلال الطاقة المتجددة محل الطاقة التقليدية. وبينت دراسة ( Foroudastan and Dees, 2006 ) عن الدول النامية، مدى الوفرة التي تتمتع بها تلك الدول في مصادر الطاقة المتجددة. وان مستقبل الدول النامية يعد واعد إذا ما أحسنت إستغلال تلك الموارد بصورة مثلي. إلا أن تكنولوجيا الطاقة المتجددة لم تدخل بعد حيز التفيذ في غالبية الدول النامية ولازال الإعتماد على الطاقة التقليدية هو المصدر الأول للطاقة. وبحسب تقرير أصدرته ” الأمم المتحدة ” حول أسيا ومنطقة الباسفيك عام 2015 إلى أن القارة الآسيوية غنية بالطاقة المتجددة ومن أكثر مناطق العالم ودولها التي قعطت خطوات جادة نحو إستخدام أمثل للطاقة المتجددة وذلك بفضل الأعتماد على التكنولوجيات الحديثة صديقة البيئة.
وبحثت دراسة ( 2015, Bozkurt and Destek ) العلاقة بين النمو الإقتصادي وإستهلاك الطاقة المتجددة، ورأس المال الثابت الإجمالي، وإجمالي عدد العمالة للفترة (1980-2012) في بلدان منظمة التعاون والتنمية التي سارت بخطوات متسارعة في طريق تحقيق الإستدامة. وشملت أربع دول هي الولايات المتحدة ألمانيا وتركيا وإيطاليا. وخلصت نتائجها إلى أن استهلاك الطاقة المتجددة له تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي فقط في البلدان الأكثر تقدماً. وفي جنوب افريقيا توصلت دراسة ( M Barnard ,2012 ) أن العلاقة بين المزايا المرتبطة بتنفيذ الطاقة المتجددة وتعزيز التنمية المستدامة عالمياً امر يجب على جنوب إفريقيا ان تاخذ به، وأن عليها وضع الترتيبات الممختلفة والجوانب التنظيمية لرسم تدابير الإرتباط بين زيادة فرص الحصول على الطاقة المتجددة بأسعار معقولة والتنمية في المجالات الإجتماعية والإقتصادية والبيئية. ودراسة (Oji and Weber,2017) ، في كل من ( كندا والمكسيك وجنوب أفريقيا) ، التي بحثت سبل تمويل الطاقة المتجددة في الدول المذكورة.ومن بينها تخفيض أسعار الفائدة على مشروعات الطاقة المتجددة، وتطوير النبى التحتية وزرع الثقة في المستثمرين للتوجه نحو هذا النوع من الإستثمار.
جدول رقم (1) أهم مصادر الطاقة المتجددة.
تمثل الطاقة الشمسية المباشرة طاقة الإشعاع الشمسي لإنتاج الكهرباء بإستخدام أشباه الموصلات الضوئية (Pv ) ومركزات الطاقة الشمسية ( CSP ) لإنتاج الطاقة الحرارية (التدفئة أو التبريد، إما من خلال وسائل سالبة أو نشطة) للوفاء بإحتياجات الإضاءة المباشرة، ومن الممكن إنتاج الوقود الذي قد يستخدم في النقل وفي أغراض أخرى. ويتراوح النضج التكنولوجي للتطبيقات الشمسية من البحوث والتطوير (على سبيل المثال الوقود المنتج من الطاقة الشمسية) مروراً بتلك الناضجة نسبياً (على سبيل المثال مركزات الطاقة الشمسية) إلى تلك الناضجة(على سبيل المثال التدفئة الشمسية السالبة والنشطة وأشباه الموصلات الضوئية ذات شرائح السليكون.) والكثير وليس كل التكنولوجيات ذات طبيعة معيارية بما يسمح بإستخدامها في نظم الطاقة المركزية واللامركزية. والطاقة الشمسية متغيرة، وإلى حد ما،لا يمكن التنبؤ بها، بالرغم من أنً الهيكل الزمني لناتج الطاقة الشمسية في بعض الظروف يترابط نسبياً بشكل جيد مع إحتياجات الطاقة. ويقدم تخزين الطاقة الحرارية الخيار لتحسين التحكم في الناتج لبعض التكنولوجيات مثل مركزات الطاقة الشمسية والتدفئة الشمسية المباشرة. الطاقة الحيوية يمكن إنتاجها من تشكيلة من المواد الخام بالكتلة الإحيائية، بما في ذلك الغابات، والمخلفات الزراعية ومخلفات الحيوانات؛ وزراعة الغابات ذات الدورة القصيرة؛ ومحاصيل الطاقة؛ والمكون العضوي للنفايات الحضرية الصلبة؛ وغيرها من المكونات الصلبة العضوية. ومن خلال تشكيلة من العمليات يمكن إستخدام المواد الخام هذه مباشرة في الكهرباء أو الحرارة أو إستخدامها لإنتاج وقود غازي أو سائل أوصلب. ويتسم نطاق تكنولوجيات الطاقة الحيوية بالإتساع ويتنوع نضجها الفني بشكل كبير. وتشمل بعض الأمثلة للتكنولوجيات المتاحة تجارياً الغلايات الصغيرة والصخمة ونظم التدفئة المنزلية ذات الأساس الكري، وإنتاج الإيثانول من السكر والنشاء. وتعد محطات الطاقة المتقدمة المتكاملة لإنتاج الغاز من الكتلة الأحيائيةً وإنتاج وقود المواصلات من الليجنوسلوز من أمثلة تكنولوجيات لمرحلة ما قبل العرض تجارياً، أما إنتاج الوقود السائل الأحيائي من الطحالب وبعض نهج التحويل البيولوجية الأخرى فإنها لاتزال في مرحلة البحوث والتطوير. وتحظى تطبيقات تكنولوجيات الطاقة الحيوية بإعدادات مركزية ولامركزية، في ظل الإستخدام التقليدي للكتلة الأحيائية في البلدان النامية الذي يعد التطبيق الأكثر انتشاراً. وتقدم الطاقة الحيوية بشكل تقليدي منتوجاً مستمراًً ويمكن التحكم به. وتستهدف مشروعات الطاقة الحيوية عادة الإعتماد على توافر إمداد الوقود محليا ً وإقليميا، لكن التطورات الأخيرة تكشف أن الكتلةالأحيائية الصلبة والوقود الأحيائي السائل يشهدان متاجرة دولية متزايدة. وتستخدم الطاقة الحرارية الأرضية الطاقة الحرارية التي يمكن الوصول إليها في جوف الأرض. وتستخرج الحرارة من مستودعات حرارية أرضيةُ من خلال الآبار أو وسائل أخرى. ويطلق على المستودعات الساخنة والتي تسمح بالنفاذ إليها على نحو كاف وبشكل طبيعي إسم المستودعات الهيدروحرارية، أما المستودعات الساخنة على نحو كاف بينما جرى تحسينها بمحفز هيدرولي فيطلق عليها النظم الحرارية الأرضية المعززة (EGS ) بمجرد خروجها إلى السطح، يمكن إستخدام السوائل ذات درجات الحرارة المتنوعة في توليد الكهرباء أو يمكن إستخدامها بشكل مباشر أكثرفي التطبيقات التي تتطلب الطاقة الحرارية، بما في ذلك تدفئة المدن أو إستخدام التدفئة منخفض الحرارة من الآبار الضحلة لمضخات التدفئة الحرارية الأرضية المستخدمة في تطبيقات التدفئة والتبريد. وتعد محطات الطاقة الحرارية الكهرمائية والتطبيقات الحرارية للطاقة الحرارية الأرضيةً تكنولوجيات ناضجة، أما مشاريع النظم الحرارية الأرضية المعززة فهي في مرحلة التجربة والريادة وتمر أيضا بمرحلة البحوث والتطوير، وعند إستخدام محطات الطاقة الحرارية الأرضية لتوليد الكهرباء، فإنها توفر عادة ناتجاًثابتاً. وتولد الطاقة الكهرمائية ” طاقة المياه المتحركة “ من أماكن عالية إلى منخفضة لتوليد الكهرباء أساساً. وتشمل مشاريع الطاقة الكهرمائية مشاريع السدود مع الخزانات، ومشاريع التدفق الطبيعي للأنهار، والإنسياب الداخلي، وتغطي طائفة عريضة من المشاريع متفاوتة الحجم. وهذا التنوع يمنح الطاقة الكهرمائية القدرة على الوفاء بالإحتياجات الحضرية المركزية الضخمة فضلاً عن الإحتياجات الريفية غير المركزة. وتكنولوجيات الطاقة الكهرمائية ناضجة. فمشاريع الطاقة الكهرمائية تستغل مصدراً يتغير بمرور الوقت. ورغم هذا، فإن الناتج القابل للتحكم الذي توفره مرافق الطاقة الكهرمائية المتمتعة بمستودعات يمكنه الوفاء بالإحتياجات المتزايدة بشدة للكهرباء والمساعدة في موازنة أنظمة الكهرباء التي لديها كميات ضخمةً من توليد الطاقة المتجددة المتغيرة. وتشغيل مستودعات الطاقة الكهرمائية يعكس غالباً إستخداماتها المتعددة، على سبيل المثال، مياه الشرب، الري، التحكم في الفيضان والجفاف، والملاحة فضلاً عن الإمداد بالطاقة. فيما تستخرج الطاقة البحرية طاقة ماء البحر الكامنة والحركية والحرارية والكيميائية التي يمكن تحويلها لتوفير الكهرباء والطاقة الحرارية أو مياه شرب. وهناك طائفة عريضة من التكنولوجيات الممكنة، مثل خزانات لموجة المد، وتوربينات تحت الماء لتيارات المحيط والمد ، ومحولات الحرارة لتحويل الطاقة الحرارية بالمحيطات، وتشكيلة من الأجهزة لتسخير طاقة الأمواج ومعدل تدرج الملوحة. وتكنولوجيا المحيطات- بإستثناء خزانات المد – مازالت في مرحلة مشاريع التجريب والريادة والكثير منها بحاجة للبحوث والتطوير. وبعض التكنولوجيات لها هياكل نواتج طاقة متغيرة بمستويات مختلفة من التنبؤ(على سبيل المثال الموجة، ومدى المد، والتيار) في حين أن التكنولوجيات الأخرى قد تكون قادرة على الإقتراب من حد الثبات أو حتى التشغيل قابل للتحكم (على سبيل المثال حرارة المحيطات، ومعدل تدرج الملوحة). وتنشأ طاقة الرياح من الطاقة الحركية للهواء المتحرك، والتطبيق الأساسي ذو الصلة بالتخفيف من حدة تغير المناخ يتمثل في إنتاج الكهرباء من توربينات الرياح الضخمة الموجودة على الأرض (على اليابسة) أو في البحر أو مسطحات المياه العذبة (البحرية.) ويجري تصنيع تكنولوجيات طاقة الرياح على اليابسة بالفعل ونشرها على نطاق واسع. ولتكنولوجيات طاقة الرياح البحرية إمكانيات أعظم للتقدم الفني المستمر. وكهرباء الرياح متغيرة ولاً يمكن التنبؤ بها، إلى حد ما، على حد سواء، لكن التجربة الدراسات التفصيلية من مناطق عديدة كشفت أن تكامل طاقة الرياح لا تضع عموماعواقب فنية لا تذلل. |
المصدر:الهيئة الحكوميةالدولية لتغير المناخ. التقرير الخاص بشأن مصادر الطاقة المتجددة والتخفيف من آثار تغير المناخ.2011.ص22 |
- الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة في مصر : طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
تعتبر مصر من الدول التي تكافح من أجل تلبية إحتياجاتها المتزايدة من الطاقة. حيث بلغ إحتياطيها النفطي 4.4 بليون برميل وإحتياطيها من الغاز الطبيعي 78 تريليون قدم مكعب. وينمو الطلب على الكهرباء بسرعة، حيث تشير التقديرات إلى أن الطلب علي الطاقة يتزايد بمعدل 1,500 إلى 2000 ميجوات سنوياً، نتيجة للتوسع الحضري السريع والنمو السكاني. أي أن مصر ما زالت تعتمد على مصادرٍ غير متجددةٍ للطاقة بنسبة تفوق 95% لسد احتياجاتها بينما يتزايد استهلاك الطاقة بنسبة 5-7% سنويًا، ما يشكل عبئًا كبيرًا على كل من البيئة وميزانية الدولة.
وتُقدر مساهمة الطاقة المتجددة المتمثلة في توربينات
الرياح والألواح والمركزات الشمسية بنحو %2من مصادر توليد الطاقة
الكهربائية في مصر، يتم إنتاج معظمها عن طريق مزارع الرياح بخليج
السويس، كما تساهم المصادر المائية بنحو ،%8تتمثل في سدود
نهر النيل وأهمها السد العالي.
ومفهوم الطاقة المتجددة ليس جديداً على مصر، ففي عام 1986 أنشئت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة NREA بمثابة مركز تنسيق وطني لتوسيع نطاق الجهود الرامية إلى تطوير وإدخال تكنولوجيات الطاقة المتجددة على نطاق تجاري. وصدر القانون الموحد للكهرباء رقم 87 لسنة 2015 ولائحته التنفيذية والذي يهدف إلى تجميع التشريعات والقوانين المتعلقة بمرفق الكهرباء في قانون واحد ويشجع الاستثمار في مجال إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة، وتحقيق الفصل الكامل بين أنشطة إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، ويعظم دور جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك بالإضافة إلى تهيئة المناخ الجاذب للاستثمار في مجال إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء”. وأما ما يخص الطاقة في مصر فإن وزارة الكهرباء والطاقة مصدر رسم السياسات، كمحتكر توزيع ونقل وتوليد الكهرب جنباً إلى جنب مع المجلس الأعلى للطاقة ومرفق الكهرباء المصري ووكالة حماية المستهلك هم الجهة الرقابية والمسؤولة عن إصدار التراخيص ومراقبة القطاع. وأصبح للطاقة المتجددة أولوية لدى الحكومة المصرية في السنوات الأخيرة، ولكن ثورة يناير عام 2011 و وما تلاها من حالة عدم اليقين السياسي، عرقلت التنمية في قطاع الطاقة المتجددة.
- طاقة الرياح.
طبقا لتقديرات وزارة اكهربا والطاقة المتجدة، تبلغ القدرات المركبة من طاقة الرياح حاليًا بالزعفرانة 545 ميجاوات، وتهدف مصر لتوليد مزيج من الطاقات في مصر بحلول عام 2020، برفع مستوى مشاريع طاقة الرياح لتصل حصتها في توليد الكهرباء إلي 12 في المئة من الطاقة الإجمالية، وبإستهداف قدرة طاقة رياح بقيمة 7200ميجا وات بحلول عام 2020 حيث تعتبر مصر من أفضل دول المنطقة إستغلال للرياح تحديداً محطة الغردقة، التي تعمل، منذ عام 1993، وتضم عدد 42 من توربينات الرياح ذات تكنولوجيات مختلفة «ثنائية وثلاثية الريشة»، وبلغ إنتاجها من الطاقة الكهربائية حوالي 7 جيجاوات/ساعة سنوياً وتوفر حوالي 1.5 ألف طن بترول مكافئ، وتحد من انبعاثات ملوثة للبيئة قدرها 400 طن ثاني أكسيد الكربون سنويًا. وكذلك محطة الزعفرانة، والتي يبلغ متوسط سرعات رياح فيها حوالي تسعة أمتار في الثانية.وهو مشروع (يمتلكه ويشغله هيئة الطاقة الجديدة و المتجددة (NREA) ، إذ بلغ إجمالي القدرة المركبة لمزارع رياح الزعفرانة 550MW، مما يجعلها واحدة من أكبر مزارع الرياح البرية في العالم.
وتوفر سرعات رياح شبه مستقرة على مدار العام، تترواح بين 5متر/ثانية إلى أكثر من 10متر/ ثانية، 3حثت الدولة لتخصيص أراضٍ ببقع جغرافية متعددة، ذات سرعات رياح عالية، كخليج السويس وشرق وغرب النيل، تستطيع إستيعاب قدرات مجتمعة تصل إلى أكثر من 30جيجاوات.
ومن أهم ما يميز مصر بأنها تمتلك بعض أفضل طاقة رياحية في العالم لا سيما في منطقة خليج السويس، بالإضافة الي المساحات على طول ضفاف النيل الشرقية والغربية. مما شجع الحكومة علي تخصيص 700 كيلومترا مربعا لمشروعات الرياح الجديدة في منطقة جبل الزيت الذي تصل فيه سرعات الرياح إلي 11 مترا في الثانية. وتقوم الحكومة المصرية حالياً بعدد من المشروعات في مجال طاقة الرياح أهمها :
1– توسعة محطة رياح قدرة 240 ميجا وات بمنطقة جبل الزيت، ومن المتوقع أن تنتج المحطة 196 ألف ميجا وات ساعة سنويًا.
2- مشروع إنشاء محطة رياح بقدرة 232 ميجا وات بجبل الزيت بالتعاون مع الحكومة اليابانية، وتم الانتهاء من تركيب 110 تربينات كاملة وتبلغ نسبة تنفيذ المشروع 87%، ومن المتوقع أن تنتج سنويًا 983 ألف ميجا وات.
3- محطة رياح بقدرة 120 ميجا وات بالتعاون مع الحكومة الإسبانية بخليج السويس “جبل الزيت 3”.
- الطاقة الشمسية
تقع مصر في منطقة الحزام الشمسي الأكثر مناسبة لتطبيقات الطاقة الشمسية، حيث تم إصدار أطلس شمس مصر1993 مشتملاً على قراءات تم حصرها على مدى سنوات لجميع مناطق الجمهورية، وتُظهر نتائج الأطلس تراوح متوسط الإشعاع الشمسي المباشر العمودي ما بين 2000-3200 ك.و.س/م2/السنة، كما يتراوح معدل سطوع الشمس بين 9-11 ساعة/يوم وهو ما يعنى توافر فرص الاستثمار في مجال تطبيقات الطاقة الشمسية المختلفة. وخصصت الدولة أراضٍ تُتيح تنفيذ قدرات بأكثر من 55 جيجاوات.
- آثار إستخدامات الطاقة المتجددة على التنمية المستدامة في مصر.
يمكن أن تلعب الطاقة المتجددة أدواراً عدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وفي مقدمتها توفير فرص عمل فقد قدرت شبكة سياسات الطاقة المتجددة ” أيرينا ” أن الوظائف في مجال الطاقة المتجددة بلغت 6.5 ملايين في عام2013 وفي ترتيب تنازلي كان أكبر أرباب العمل من الصين والبرازيل والولايات المتحدة والهند وألمانيا وإسبانيا وبنغلاديش. بما يعني أن إستخدامات الطاقة المتجددة يمكن ان يكونه له أثر إيجابي على فرص العمل في مصر والحد من البطالة . كذلك دورها في الحفاظ على البيئة دفع النمو الاقتصادي وتأمين إستدامته، ناهيك التأثير على أسعار الطاقة وإتاحتها للجميع.
- كيف يمكن تعظيم الإستفادة من الطاقة المتجددة في مصر.
تهدف استراتيجية الطاقة المعلنة والخاصة بتحقيق نسبة مشاركة للطاقة المتجددة إلى إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في مصر لتصل إلى نسبة %41، وما يمثله ذلك من تأثير على البيئة يتفق مع خطط الدولة لخفض الانبعاثات، وتعظيم الاستفادة من الموارد المحلية من مصادر الطاقة المتجددة لتخفيف العبء عن الموارد البترولية والغاز. وعليه، فإنه يمكن تعظيم الإستفادة من الطاقة المتجدة من خلال النقاط التالية :
- تطوير إستراتيجية للطاقة المتجددة، وذلك من خلال أخذ العديد من العوامل بعين الاعتبار، إذ يجب على الحكومات أن تقيم مصادرها المتجددة وقدراتها التقنية، كما يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الفوائد الاقتصادية الناتجة عن إيجاد قطاع صناعي قادر على تزويد مشاريع الطاقة المتجددة بالقطع المعدات اللازمة بدل من إستيرادها.
- تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجالة الطاقة المتجددة خاصة السخانات الشمسية وغيرها .
- تطوير البُنى التحتية والتكنولوجية،
- إصلاح أسواق الطاقة إن اجتذاب الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة يحتاج إلى خلق فرص متساوية لكل المستثمرين.
- توسيع التبادل التجاري الإقليمي سوف تعمل الأسواق الكبيرة للتبادل التجاري في مجال الطاقة المتجددة
- خلق أطر محفزة للاستثمار لفتح أسواق أمام منتجي الطاقة المتجددة المستقلين، وتخفيض تكلفة تمويلها، وتسهيل التبادل التجاري بالنسبة للطاقة المتجددة.
- الدخول في شركات دولية في مجال الطاقة المتجددة للإستفادة من الخبرات والتجارب الدولية في مجال الطاقة المتجددة بكافة أنواعها.
- تقييم الموارد تحديد المناطق التي سيتم العمل على تطوير محطات الطاقة المتجددة فيها وذلك في مناطق تتوافر بها إمكانات موارد عالية، بالإضافة إلى تواجد خطوط لنقل الكهرباء بكفاءة عالية إلى مراكز الأحمال.
- بناء القدرات تطوير المهارات المطلوبة للبناء والتخطيط والتشغيل والصيانة والتحكم في الشبكات والأسواق التي تتمتع بنسب عالية من توليد الكهرباء بواسطة الطاقات المتجددة.
- توفير التمويل اللازم للإستثمار في الطاقة المتجددة عن طريق عقد شراكة بين القطاع الخاص ( محلي وأجنبي) والقطاع الحكومي.
- زيادة الوعي الإعلامي بالطاقة المتجددة والترويج لمزاياها في توفير الطاقة الآمنة والمستدامة.
قائمة المراجع.
- الشرقاوي، ماجد أبو النجا، (2011)، الأبعاد الإقتصادية لإستخدامات الطاقة الشمسية في جمهورية مصر العربية . مجلة مصر المعاصرة . العدد 504. الجمعية المصرية للإقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع. القاهرة . 2011.
- فروحات حدة، فروحات،( 2012) ، الطاقة المتجددة كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة في الجزائر. دراسة لواقع مشروع تطبيق الطاقة الشمسية في الجنوب الكبير بالجزائر .مجلة الباحث .
- الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ،(2011)، التقرير الخاص بشأن مصادر الطاقة المتجددة والتخفيف من آثار تغير المناخ، ص22.
- محمد طالبي & محمد ساحل،(2008)، أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة – عرض تجربة ألمانيا – مجلة الباحث. العدد 6 جامعة الشلف. الجزائر
- صندوق النقد الدولي ،(2012)، الإخضرار. مجلة التمويل والتنمية العدد 2 .يونيو.
- وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة،(2014)، تعريفة التغذية للطاقة المتجددة في مصر، جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، القاهرة، اكتوبر، ص1.
- مجلة عالم الطاقة المتجددة، (2014) ، يناير – مارس،..w w w. re w – m a g. c o m
- إوراق، قبـال محمـد أحمـد، (20005)، الآثار البيئية لاستخدامات الطاقة الشمسية بولاية شمال كردفان. رسالة ماجستير . معهد الدراسات البيئية. جامعة الخرطوم.السودان .ديسمبر.
- Barnard,M,(2012).THE ROLE OF INTERNATIONAL SUSTAINABLE DEVELOPMENT LAW PRINCIPLES IN ENABLING EFFECTIVE RENEWABLE ENERGY POLICY – A SOUTH AFRICAN PERSPECTIVE. VOLUME 15 No 2.
- Bozkurtand M, Cuma Destek. Akif, (2015) Renewable Energy and Sustainable Development Nexus in Selected OECD Countries. International Journal of Energy Economics and Policy,.available at http: www.econjournals.com
- Foroudastan, Saeed and Dees, Olivia,(2006), Solar Power and Sustainability in Developing Countries.Engineering Technology and Industrial Studies College of Basic and Applied Sciences Middle Tennessee State University.2006
- Lund, (2005), Renewable energy strategies for sustainable development. In 3rd Dubrovnik conference on sustainable development of energy, water and environment systems. Faculty of Mechanical Engineering and Naval Architecture. Dubrovnik, Croatia, June.
- IRENA, (2014), Renewable Energy and Jobs, Annual Review2014, International Renewable Energy Agency, MAY.
- Oji, Chijioke and Weber, Olaf,(2017),Renewable Energy Projects for Sustainable Development: Financing Options and Policy Alternatives, Centre for International Governance Innovation, CIGI Papers No. 122, March.
- SPEECHES & TRANSCRIPTS,(2015), Energy and Sustainable Development: What’s Next?, World Bank, June.
http://www.worldbank.org/en/news/speech/2015/06/10/energy-and-sustainable-development-whats-next