هناك علاقة قوية ضاربة في أعماق التاريخ بين مصر ( والدول الأفريقية في جنوب وغرب ووسط القارة ) منذ زمن سحيق وهذه العلاقة تتمثل في : السياسة -الثقافة-التجارة َ… ويوصف التمثيل السياسي أحيانا بالفتور مرة وبالقوة تارة أخرى. ولكن حبل الوصال لم ينقطع بين مصر وشقيقاتها منذ قرون وهذا الحبل هو العلم ( البعثات التعليمية ) الفكر والاجتماع .. والأزهر الشريف-قبلة العلم-وبقية الجامعات المصرية، تمثل حبل الوصال الذي لم يلحقه الوهن والانقطاع طول الآماد البعيدة.
وهذا الحبل الثقافي الفكري أنتج أجيالاً مع مرور الزمن لهم حب وولاء لمصر وشعبها المضياف ما جعل منهم قادة يتقلدون مناصب عليا في دولهم ومن ثم يسعون جاهدين لتوطيد وتطوير العلاقة بين بلدانهم وجمهورية مصر العربية .
هذا في مجال العلاقة بين مصر والدول الأفريقية بصفة عامة .. العلاقة (الأفرومصرية ) أفريقيا الوسطى ومصر: توصف العلاقة بين البلدين بالجيدة من الناحية الدبلوماسية، حيث يوجد تمثيل متبادل بين البلدين منذ السبعينيات من القرن الماضي، ولكن منذ تدهور الحالة الأمنية في أفريقيا الوسطى (بانجى) في اواخر عام ٢٠١٢م قامت مصر بإغلاق سفارتها في بانجى وسحب دبلوماسيها ومواطينها.
ولكن التمثيل الدبلوماسي ما زال قائماً من طرف أفريقيا الوسطى حيث السفارة مفتوحة في القاهرة، ولكن حبل الوصال الذي ربط بقية دول أفريقيا بمصر فهو الذي ظل قويا ً بين أفريقيا الوسطى ومصر، فقد قام الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وأرسل وفدا أزهرياً لحضور المصالحة الوطنية في أفريقيا الوسطى في يوم ٢٠١٥/٥/٤م وكانت كلمة رئيس الوفد لها تأثير كبير على الحاضرين والفرقاء المتناحرين. كما أرسل الأزهر قافلة غذائية في رمضان١٤٣٦ه.
وزار الوفد بعض المحاصرين في مدينة يالُوكى غرب العاصمة بانجى . كما أرسل وفداً ثالثاً في يوم ٢٠١٦/٤/٢٧م وهذا الوفد معه قافلتين غذائية وأخرى طبية لجميع سكان أفريقيا الوسطى مسلمين ومسيحيين . وقد ضرب الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر شيخ الأزهر مثالاً رائعاً لكرم المصريين واهتمامهم بأشقائهم في أفريقيا الوسطى التي عصفت بهم الحرب الطائفية حيث تخلت عنهم الدول الإقليمية والدولية وللأسف لم يحضر وفد من الدول الإسلامية ليرى ما حلّ بالمسلمين في هذه الدولة ولكن مجيء الوفد الأزهري المصري كان بمثابة بلسم وضع على جراح ٍ ينزف ! وقد دعا رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى الوفد الأزهري المصري لمأدبة غداء وقدّم شكره وتقديره للإمام الأكبر شيخ الأزهر وما يقوم به من بث رسالة السلام والمحبة بين شعوب العالم .
تكريم مصر لرئيسة أفريقيا الوسطى
كرّم مؤتمر تمكين المرأة بالقاهرة رئيسة أفريقيا الوسطى ” للفترة الانتقالية ” كاثرينا سابابنزا وذلك بتارخ ٢٠١٦/٥/١٠م الصعيد التجاري : أما الجانب التجاري فكانت العلاقة التجارية بطيئة ولا تذكر أحياناً ؛مع أن أفريقيا الوسطى في حوجة إلى وقوف مصر بجانبها لأن مصر لديها شركات كبرى ورجال أعمال عمالقة بخلاف أفريقيا الوسطى تحتاج للكثير من مواد الغذاء والبنية التحتية …
وقد زار وفد بقيادة د. أسامة الفونس حكيم في شهر أبريل الماضى واستقبلهم الرئيس تواديرا ورحب بهم وقال إنهم أول رجال أعمال يقابلهم من خارج البلاد ووعد الوفد المصري بإنشاء مصنع للسكر وآخر للطوب؛ كما وعدوا ببناء ١٠ألف وحدة سكنية للنازحين والمهجرين وتعهد الوفد أيضا ً ببناء مدينة لرجال الأعمال على غرار المُدن المصرية الحديثة، وقد منح الرئيس الوفد المصري آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية بدون مقابل ؛ وذلك مكافأة لهم .
ودعا الوفد المصري رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى لزيارة جمهورية مصر العربية لتبادل العلاقات التجارية وتطويرها . وقام وفد من أفريقيا الوسطى بقيادة الكابتن خليل دنقلاش والوزير الأسبق عثمان محمد عثمان بدعوة من رئيس الوفد المصري الدكتور أسامة الفونس حكيم إلى زيارة مصر .
وبعد وصول الوفد إلى القاهرة قام الدكتور أسامة الفونس بإنشاء شركة أطلق عليها اسم (أفريقيا مصر للصناعة والتجارة الدولية) ونتوقع في الأشهر المقبلة زيارات متبادلة لرجال الأعمال المصريين إلى أفريقيا الوسطى . لأن أفريقيا الوسطى بلد بكر وتحتاج لمواد البناء خاصة بعد الحرب التي دمرت المساكن والمدارس والطرق … وأفريقيا الوسطى دولة تمتلك موارد هائلة لم تستخرج بعد، منها الذهب والبترول والألماس واليورانيوم؛ وإلى جانب ذلك كله بها غابات لأشجار الخشب والمطاط والقهوة … فندعو رجال الأعمال المصريين للاستثمار في أفريقيا الوسطى.
يذكر أن الشركات التى تحضر للعمل فى أفريقيا الوسطى، والتى تم عمل لقاءات معها شركة المقاولون العرب وشركة الكان وشركة سيراميكا ألفا وشركة ATOUN ENERGY وهى تعمل فى مجال محطات الكهرباء بنظام الـBOT وهى شركة استراليا وكذلك عدة شركات تعمل فى مجال البناء، هذا بخلاف شركات تعمل فى مجال الزراعة والأدوية ونحن فى انتظار مقابلة السيد عثمان لفخامة رئيس الجمهورية وإرسال الدعاوات للبدء فى السفر لانطلاق المشروعات التى تقوم بالنهوض بالصناعة فى الدولة وزيادة الاستثمار فى ظل قيادة حكيمة وفى ظل تشجيع الحكومة المصرية بالتعاون مع الأشقاء الأفارقة بدعم من الرئيس.