القمة الأفريقية الـ 29 باديس أبابا تضع حدا لتلقي الدروس من الغرب
شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، انطلاق القمة الأفريقية يوم الاثنين 3يوليو 2017 والتي شهدت العديد من اللقاءات والاتصالات على هامشها مع القادة والزعماء الأفارقة، تمحورت حول عملية السلام في الشرق الأوسط، وممارسات وسياسات حكومة الاحتلال الاسرائيلية، خصوصا في القدس، والنشاطات الاستيطانية على الأرض الفلسطينية.
وعقدت القمة الأفريقية الـ29 يومي 3 و4 يوليو 2017 بمشاركة حوالي 20 رئيس دولة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحت عنوان تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب، بالإضافة لمحاربة البطالة، وتعزيز الأمن والسلم فى القارة الافريقية والتنمية المحلية وتعزيز الشراكة والتعاون بين البلدان الأعضاء فى الاتحاد الافريقى إضافة إلى سبل نزع فتيل التوتر في القارة وحل النزاعات بالطرق السلمية وإصلاح منظمة الأمم المتحدة.
وقد توصلوا رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في ختام أعمال قمتهم الـ29 التي بحثوا خلالها على مدى يومين مسائل التنمية والسلام والأمن والشؤون الإدارية التي تهم القارة بتوجيه نداء من أجل إصلاح الأمم المتحدة وإعادة النظر في عمليات حفظ السلام العالمية.
وتعهد القادة بوضع حد للدروس التي يقدمها الشركاء الأجانب، مؤكدين تصميم القارة على رفع تحديات بطالة الشباب، والتواصل مع شركائهم الأجانب، لكن دون تلقي توجيهات منهم حول الاحتياجات المتعلقة بشؤون الحوكمة.
وقد اكد رئيس الاتحاد الإفريقي الرئيس الغيني ألفا كوندي خلال مراسم اختتام أعمال قمة المنظمة القارية أنه “لن نقبل بعد الآن بتلقي أية دروس”، ملاحظا أن “أفريقيا ستصبح شريكا رئيسيا، لكنها لن تتلقى المزيد من المحاضرات والدروس”.
وصرح الرئيس كوندي أن القمة قررت أن تتحدث البلدان الإفريقية بصوت واحد حول كافة القضايا الدولية.
وأضاف الرئيس الغيني “لم نعد بحاجة للمزيد من المحاضرات. إننا ملتزمون بضمان احترام أفريقيا لنسائها ورعاية شبابها والحرص على الحكم الراشد والتنمية والعدالة. لن ندخر أية جهود لتحقيق اندماج إفريقيا”.
من جانبه، صرح أمير المغرب الذي مثل الملك محمد السادس في القمة أن “القادة اجتمعوا لمناقشة كيفية استغلال العائد الشباب، واستحداث فرص عمل لحوالي 11 مليون شاب عبر القارة ممن يصبحون مؤهلين للعمل كل سنة، مقابل توفر ثلاثة ملايين فرصة عمل سنويا”.
في سياق متصل، أكدت الرئيسة الليبيرية إيلين جونسون سيرليف التي كانت أول امرأة تتبوأ منصب الرئاسة في القارة. على استتباب السلام والاستقرار في بلادها التي مزقتها الحرب، قبل أن يضربها وباء إيبولا الذي تسنى احتواؤه سنة 2015 بدعم من بلدان إفريقية أخرى.
ولاحظت الرئيسة الليبيرية أنه سيكون من دواعي سرورها تسليم الراية خلال ثلاثة أشهر، في أول عملية تسليم للسلطة في أجواء سلمية خلال 40 سنة. حيث قالت “إنني ممتنة. سيكون لدينا انتقال (للسلطة) بعد (حكم دام) 11 سنة. لقد أعيد بناء اقتصادنا بشكل كبير. وأصبح مجتمعنا مفتوحا وحرا، وأمتنا حبلى بالوعود، وديونها محتملة”.
وأثنت الرئيسة الليبيرية على الاتحاد الإفريقي الذي اشتد عوده، بحيث أصبح قادرا على رفع التحديات القارية، مشيدة بجهود إصلاح المنظمة القارية، مع أخذ قدرته على التصدي للقضايا بعين الاعتبار.
وقد خصصت القمة أعمالها لبحث مستقبل التجارة. وكان القادة قد اتفقوا خلال اجتماعهم في 2012 على جملة من التدابير الرامية للدفع قدما بالتجارة بين الدول الـ53 الأعضاء آنذاك، وحددوا 2017 كآخر أجل لاستكمال المفاوضات وإطلاق المنطقة القارية للتجارة الحرة وإزالة الحدود البرية.
واعتبر الرئيس النيجري محمدو إسوفو في هذا الصدد أن المحادثات حول المنطقة القارية للتجارة الحرية تحرز تقدمًا، مضيفًا أن هذه المنطقة ستكون خطوة ناجعة للتخلص من الحدود الاستعمارية والحواجز التجارية.
من جهة أخرى، بحثت القمة أعمال السلم والأمن بأفريقيا ومدى تقدم تنفيذ أجندة 2063 وإقامة منطقة للتبادل الحر على مستوى القارة، وكذلك تم بحث مسألة عقد القمة مرة واحدة في السنة، بدلا من قمتين في العام المعمول بها حاليا، حيث سيتم إلغاء قمة يوليو واعتماد قمة يناير من كل عام، وأن تكون القمة بالتناوب لجميع الدول الإفريقية، مع إمكانية عقد قمم استثنائية حسب الظروف.
يذكر أن شارك في القمة الرئيس الموريتانى، محمد ولد عبدالعزيز، ورئيس رواندا، بول كاجامى، ورئيس جامبيا أداما بارو، ورئيس سيراليون، ارنست باى كوروما، وملك سوازيلاند، مسواتى الثالث، ورئيس زيمبابوى، روبرت موجابى، ورئيس كوت ديفوار، الحسن واتارا، ورئيس وزراء موريشيوس، برافيند كومار جوغنوث، ورئيس الوزراء الجزائرى، عبدالمجيد تبون، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، ونائب رئيس السودان، حسبو محمد عبدالرحمن، بينما غاب عنها ملك المغرب محمد السادس بعد عودة بلاده رسمياً إلى الاتحاد، ومثل الرباط الأمير المغربى مولاى رشيد، كما مثل تونس وزير الشؤون الخارجية التونسى، خميس الجهيناوى،كما ترأس الوفد المصرى، المهندس إبراهيم محلب، مساعد الرئيس عبدالفتاح السيسى للمشروعات القومية والاستراتيجية.