المشهد الأفريقي خلال شهر أغسطس 2018
ما بين التصارع على الانتخابات الرئاسية الأفريقية ومهرجان الفنون بأكرا و”أكيكي” الدمية الأفريقية شهد شهر أغسطس العديد من الأحداث الأفريقية على المستوى الاقتصادي والسياسي وكذلك الثقافي، والتي رصدتها صحف ووكلات الأنباء العالمية، ومن هنا حاولنا إلقاء الضوء على تلك الأحداث خلال التقرير التالي:
فعلى المستوي السياسي:
- بعد كابيلا الكونغو الديمقراطية فوق فوهة بركان الانتخابات الرئاسية
لفتت وكالة فرانس 24 إلى أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تشهد غليانا بعد استبعاد لجنة الانتخابات الرئاسية لجان بيار بيمبا المعارض الأوفر حظا لخلافة الرئيس جوزف كابيلا، الذي لا يستطيع أن يترشح مجددا. وفيما استنفر أنصار بيمبا للاحتجاج على القرار، أعلنت الشرطة أنها ستتصدى بحزم لمن “يسعون إلى تعكير الأمن العام”.
فيما أعلن أنصار المعارض جان بيار بيمبا أنهم سيتصدون لرفض ترشحه للانتخابات الرئاسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية في وقت انتشرت الشرطة في العاصمة كينشاسا.
وصرحت الأمينة العامة لحزبه “حركة تحرير الكونغو”النائبة إيف بازايبا “أنه سيتم استخدم كل الطرق القانونية المتوفرة لتأكيد ترشيح جان بيار بيمبا للإنتخابات الرئاسية”. وتابعت أن “حركة تحرير الكونغو” ستقدم طعنا أمام المحكمة الدستورية في إطار المهلة القانونية المحددة بـ 48 ساعة.
وخلال الليل، اعتبرت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة ترشح بيمبا للانتخابات الرئاسية المقررة في 23 ديسمبر 2018 “غير مقبول”. وسبب ذلك إدانته في المحكمة الجنائية الدولية بتهمة رشوة شهود. وبيمبا هو الأوفر حظا لخلافة الرئيس جوزف كابيلا الذي لا يستطيع أن يترشح والذي عين “وريثا” هو وزير الداخلية السابق إيمانويل رمزاني شاداري.
وأضافت بازايبا وفقًا لما ذكرته الوكالة أن “الشعب سيقوم بتحركات، بمسيرات”.
وكان مسؤولو المعارضة قد دعوا ليلا إلى “تعبئة عامة للشعب الكونغولي”، منددين بـ”رشاوى”الحكم للجنة الانتخابية “لاستبعاد عدد كبير من مرشحي المعارضة”.
في المقابل، قال الكولونيل بييرو رومبو موانانبوتو، المتحدث باسم الشرطة، “هذه عملية ردع، عملية استباقية”. وتابع أن بعض المعارضين “يلهبون شبكات التواصل الاجتماعي، ودعا آخرون إلى التمرد”. وقال إن “الذين سيسعون إلى تعكير الأمن العام سيجدون الشرطة في انتظارهم”.
وفتحت المتاجر ومحطات المحروقات أبوابها بصورة طبيعية.
وفي الإجمال، أبطلت ترشيحات ستة من أصل 25 بينهم ثلاثة من رؤساء الوزراء السابقين.
وذكرت وكالة الانباء أن بيمبا عاد إلى كينشاسا في الأول من أغسطس بعد عشر سنوات في السجن إثر تبرئته في يونيو2018 في دعوى استئناف أمام محكمة الجنائية الدولية في القضية الأساسية التي تتمحور حول انتهاكات ارتكبتها الميليشيا التي يتزعمها في أفريقيا الوسطى في 2002-2003، والتي حكم عليه بسببها بالسجن18 عاما في المحكمة الابتدائية.
وكان بيمبا، المنافس السيئ الحظ لكابيلا في الانتخابات الرئاسية في 2006، قد غادر جمهورية الكونغو الديمقراطية بمواكبة الأمم المتحدة في 2007 بعد معارك بين أنصاره والجيش أسفرت عما بين 200 و300 قتيل.
وليست الانتخابات الكنغولية هي من تم رصدها في هذا الشهر ولكن فقد اهتمت وكالة أنباء الشرق الأوسط بالانتخابات الرئاسية على الساحة الأفريقية على مدار العام 2018.
– ففي غينيا: نظمت انتخابات محلية في شهر فبراير الماضي، وذلك بعد 12 سنة من التأجيل. وشهدت هذه الانتخابات أعمال عنف سقط فيها عدة قتلى، وهو «سيناريو» يطرح نفسه بقوة خلال الانتخابات البرلمانية (التشريعية) التي ستنظم شهر سبتمبر 2018.
-وفي سيراليون: انتخب جوليوس مادا بيو، مرشح أكبر أحزاب المعارضة في سيراليون، رئيساً للبلاد بعد فوزه في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية على مرشح الحزب الحاكم الذي رفض الاعتراف بالنتائج، وشهدت هذه الانتخابات أعمال عنف.
– اما في زيمبابوي: فبعد الإطاحة بموغابي.. منانغاغوا يعد بزيمبابوي جديدة
بدأ شهر أغسطس بأول انتخابات رئاسية وتشريعية في زيمبابوي منذ الإطاحة بروبرت موغابي وتتنافس في الانتخابات نائبه السابق رئيس زيمبابوي الحالي إيمرسون منانغاغوا (75 عاما) ونلسون شاميسا (40 عاما) الذي طمح في أن يصبح أصغر رئيس يتولى الحكم في زيمبابوي.
وقد ذكر الرئيس السابق لزيمبابوي روبرت موغابي إنه سيصوت للمعارضة في زيمبابوي في مواجهة حلفائه السابقين قبل يوم من أول انتخابات في البلاد منذ الإطاحة به في انقلاب بعد حكم دام 37 عاما.
وقد وعد منانغاغوا (75 عاما) بـ”ديمقراطية جديدة” وباستثمارات بمليارات الدولارات لإنعاش اقتصاد دمرته الإصلاحات الكارثية لسلفه.
وليعيد الشركات الأجنبية إلى زيمبابوي وعد بانتخابات “حرة وعادلة وشفافة” بعيدة من أعمال العنف وعمليات التزوير التي شابت عمليات الاقتراع في عهد موغابي.
وبالفعل أصبح إيمرسون منانغاغوا رئيس زيمبابوي المنتخب في نهاية يوليو2018، و خلال حفل تنصيبه في هراري الأحد 26/08/2018، وعد بإنه سينفذ سلسلة إصلاحات لإخراج بلاده من الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها واعدا بـ”فجر جمهورية زيمبابوي الثانية”.
وعد رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا المنتخب خلال حفل تنصيبه في هراري اليوم الأحد بسلسلة إصلاحات لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية الكارثية التي تواجهها، وبـ”فجر جمهورية زيمبابوي الثانية”.
وقال منانغاغوا في خطاب بختام حفل تنصيبه “سنطلق إجراءات لجذب المستثمرين الوطنيين والأجانب (…) سيكون خلق الوظائف في صلب جهودنا”. وتابع “هذه هي زيمبابوي الجديدة”.
كما وعد منانغاغوا (75 عاما) بتشكيل لجنة للتحقيق في قمع المظاهرة التي نظمتها المعارضة في الأول من أغسطس بعد الانتخابات وقتل فيها ستة أشخاص.
وكان عناصر الجيش والشرطة انتشروا في شوارع هراري قبيل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وذلك بعد سقوط ستة قتلى خلال تصدي قوات الأمن لتظاهرات للمعارضة وسط مزاعم بحصول عمليات تزوير.
وقال منانغاغوا إن “حادث الأول من أغسطس العنيف والمعزول والمحزن، مؤسف وغير مقبول إطلاقا”. مضيفا “لطي صفحة هذه القضية، سأعلن قريبا عن تعيين لجنة للتحقيق”.
وفاز منانغاغاوا الحليف السابق لروبرت موغابي وزعيم الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 30 يوليو بأغلبية 50,8 بالمئة من الأصوات مقابل 44,3 بالمئة لمرشح المعارضة نلسون تشاميسا، وقد سمح للمرة الأولى منذ 16 عاما دعيت بعثات مراقبين غربية وسمح لها بالتجول في البلاد لتأكيد حسن سير عمليات الاقتراع، ويلقب منانغاغوا في زيمبابوي بـ”التمساح” بسبب مكره السياسي، وشعار حزبه “لاكوست”.
– وفي مالي: انتخابات رئاسية نظمت يوم 31 يوليو الماضي فاز فيها الرئيس إبراهيما ببكر كيتا بولاية رئاسية ثانية، ولكن مرشح المعارضة سوميلا سيسي طعن لدى المحكمة الدستورية وقال إنه يرفض بشكل قاطع النتائج «لأنها مزورة وشابتها خروق». إلا أن المحكمة أقرّت النتائج ورفضت الطعن.
– موريتانيا: انتخابات تشريعية ومحلية وجهوية يتم تنظيمها بداية شهر سبتمبر 2018، وهي الانتخابات التي تشارك فيها المعارضة بعد سنوات من المقاطعة، كما أنها تجري قبل سنة فقط من انتخابات رئاسية يمنع الدستور الحالي للبلاد الرئيس محمد ولد عبد العزيز من الترشح لها.
– وفي توغو: بعد أزمة سياسية خانقة وتأجيل عدة مرات، أعلنت السلطات أن الانتخابات البرلمانية ستنظم يوم 20 ديسمبر 2018.
– وفي كوت ديفوار (ساحل العاج): تأجلت الانتخابات المحلية والجهوية عن موعدها في أبريل الماضي، وبعد شكوك حول إمكانية تنظيمها هذا العام، صدر قرار من الحكومة يقول إنها ستنظم يوم 13 أكتوبر 2018.
– الكاميرون: انتخابات برلمانية ستنظم في شهر سبتمبر 2018، تليها انتخابات رئاسية في شهر أكتوبر 2018، ويعد الرئيس الحالي بول بيّا أبرز مرشح لها، حسبما ذكرت وكالة الشرق الاوسط، وهو المرشح الأوفر حظاً لخلافة نفسه في ولاية رئاسية هي السابعة على التوالي، ليقطع خطوة كبيرة نحو تحطيم الرقم القياسي المسجل باسم رئيس زيمبابوي السابق روبرت موغابي.
– وفي تشاد: انتهت الولاية الثالثة للبرلمان في تشاد منذ يونيو 2015، وصدر قانون دستوري يمدّد للبرلمان، قبل أن يعلن الرئيس إدريس ديبي بنهاية 2017 أن انتخابات برلمانية ستجري في 2018. لكنه عاد في فبراير (شباط) الماضي ليؤجل الانتخابات حتى أجل غير مسمى.
– اما غينيا بيساو: فبسبب الأزمة السياسية الخانقة التي تعيشها البلاد، جرى تأجيل الانتخابات البرلمانية أكثر من مرة، وبحسب الحكومة فإنها ستنظم في شهر نوفمبر 2018.
– مدغشقر: تشهد البلاد انتخابات رئاسية في شهر نوفمبر المقبل 2018، يتنافس فيها الرئيس هيري راجاوناريمامبيانيا والرئيسان السابقان أندريه راغولينا ومارك رافالومانانا.
– رواندا: في شهر سبتمبر2018، يتوجه الروانديون إلى صناديق الاقتراع في انتخابات برلمانية. حيث يسعى الرئيس بول كاغامي من خلال هذه الانتخابات إلى تحقيق أغلبية برلمانية مريحة، وهو الذي أعيد انتخابه في الانتخابات الرئاسية العام الماضي ([1])
ـ الاقتصاد الأفريقي يشغل العالم
وعلى المستوى الاقتصادي ركزت بعض الصحف على العلاقات التجارية بين أفريقيا ودول العالم والتي تعززت من خلال الزيارات التي قامت بها اكتر من دولة أجنية إلى القارة الأفريقية،
فقد اهتمت وكالة رويترز بزيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى بعض الدول الأفريقية حيث جاء العنوان التالي، بعد نيجيريا وجنوب أفريقيا.. ماي في كينيا لتعزيز العلاقات التجارية
وقد بدأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بزيارة إلى العاصمة الكينية، نيروبي، في إطار جولة أوروبية شملت نيجيريا وجنوب أفريقيا لإبرام اتفاقيات تجارية تمهيدا لمرحلة ما بعد بريكست.
وكانت ماي أجرت محادثات في أبوجا مع الرئيس النيجيري محمد بخاري الذي أكد على أن بريكست يوفر فرصة لتقوية العلاقات التاريخية بين بلاده وبريطانيا التي حكمت نيجيريا حتى 1960.
وقال بخاري موجهاً كلامه لماي: قائلا” نحن نراقب باهتمام التطورات بشأن بريكست.. وأؤكد لك أننا مستعدون لتعزيز العلاقات بين بلدينا”.
وشهد الزعيمان توقيع عديد من اتفاقيات الشراكة الأمنية وشاركا في حضور منتدى للتنمية الاقتصادية عقب لقائهما في أبوجا.
ويأمل الساسة البريطانيون في تعزيز العلاقات التجارية مع نيجيريا ومضاعفتها بحلول العام 2030 علما بانها بلغت 5,42 مليارات دولار (4,64 مليارات يورو) في العام 2017.
وكانت تيريزا ماي بدأت جولتها الإفريقية الثلاثاء 28 أغسطس في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا حيث تعهدت باعطاء أولوية للاستثمار في أفريقيا.
وقالت ماي إنها تريد أن تصبح بريطانيا أكبر مستثمر في أفريقيا من دول مجموعة السبع، متخطية الولايات المتحدة، وذلك من خلال استخدام ميزانية المساعدات لمساعدة شركات القطاع الخاص البريطانية على الاستثمار في القارة.
من جانب أخر
أهتمت شبكة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية بزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى القارة الأفريقية لخميس 30 أغسطس 2018، وحرصها على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع خاصة مع دول غرب أفريقيا ، كما لفتت صحيفة الدستور المصرية، إلى مقولة المستشارة الألمانية من أن العلاقات مع أفريقيا “جوهرية لأوروبا”
وتعهدت المستشارة الألمانية، خلال زياراتها للعاصمة الغانية أكرا، بتقديم مساعدات لدعم غانا في مجالات البنية التحتية والطاقة، وأكدت أن العلاقات مع أفريقيا تعتبر مسألة جوهرية” بالنسبة لأوروبا.
وقالت ميركل عقب محادثات مع الرئيس نانا أكوفو أدو في العاصمة أكرا: “أعتقد تمام الاعتقاد أن الاتحاد الأوروبي لن يكون مزدهرا إلا حين يحل قضايا الهجرة وقضايا الشراكة مع أفريقيا”.
وأكدت المستشارة الالمانية ضرورة وضع خطة جديدة للجوار مع أفريقيا، مضيفة القول: “علينا بطبيعة الحال أن نوجد هذا الأمر ونزيل ما يواجهه من عقبات”.
وأعادت ميركل إلى الأذهان شعار “يمكننا القيام بذلك”، الذي أثار كثيرا من الجدل في السابق في سياق أفريقيا، بعد مرور ثلاثة أعوام تماما على إطلاقه من جانبها.
وذكرت صحيفة الحياة أن ميركل كانت أطلقت هذه الجملة في الحادي والثلاثين من أغسطس 2015 في سياق استقبال مهاجرين سوريين وعراقيين وصلوا إلى ألمانيا.
ولايزال معارضو سياسة ميركل يرون في هذا المبدأ خطأ في جانب المستشارة.
وكانت ميركل قالت آنذاك إن ألمانيا دولة قوية، “والدافع الذي تعاملنا به مع هذه الامور يجب أن يبقى: فقد أنجزنا أمورا كثيرة، وسوف ننجز هذا أيضا. سننجز هذا الأمر وإن اعترض طريقنا شيء، علينا أن نجتازه”.
وقالت ميركل إننا في عام 2015 لم ننشغل في الوقت المناسب بظروف حياة اللاجئين، وفي مؤسسات الأمم المتحدة لم يكن هناك إلا القليل من الطعام ولم يكن هناك إمكانات تعليمية، “وقد تعلمنا الدرس، ومن ثم يمكننا أن نقول إن وضعا كهذا لن يتكرر”.
ورفضت ميركل مجددا القول بأن هناك انعزالا لألمانيا أو أوروبا عن قضية اللاجئين، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بمكافحة أسباب الهجرة وحل المشاكل المؤدية إليها.
وذكرت ميركل قائلة: “لن يتم هذا الأمر بين ليلة وضحاها”، مبينة أنها لا تؤمن بأن الانعزال يجدي، ولكن من الضروري حماية الحدود الخارجية لأوروبا “بصورة تراعي حقوق الآخرين” ، وتسعى لتحسين أوضاعهم.
وأوضحت ميركل أنه لابد من مكافحة مشتركة للمهربين “الذين يغامرون بحياة المستضعفين وهم يركبون ظهورهم”.
وأوضحت المستشارة الالمانية إن مد يد العون لغانا، يأتي في سياق المساعي لمنح الشباب أملا حتى لا يخوضوا طريق الخطر إلى أوروبا تحت وطأة اليأس، مضيفة أنه لا بد من اتباع الطرق المشروعة للهجرة.
وقالت المستشارة تعليقا على تحفظ الشركات الألمانية في الاستثمار في غانا إنه لا بد من تعزيز جهود مكافحة الفساد في تلك البلاد.
من جانبه، تعهد رئيس غانا أكوفو أدو بتعاون وثيق لبلاده في مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وأعرب أكوفو أدو عن تحفظه بشأن إعادة حوالي أربعة آلاف غاني يعيشون في ألمانيا بعد رفض طلبات لجوئهم، مشيرا إلى التعاون مع السلطات الالمانية في هذا الشأن.
ويمثل هؤلاء عشرة بالمائة من الغانيين الذين يعيشون في ألمانيا.
وترى الحكومة الالمانية أن غانا، والسنغال التي زارتها ميركل ضمن برنامج الزيارة تقومان بدور محوري كعامل كعامل استقرار في المنطقة.
وتعتبر غانا ثاني أكبر اقتصاد في غرب أفريقيا وهي من أهم شركاء ألمانيا جنوب الصحراء الكبرى.
واختتمت ميركل جولتها الافريقية بزيارة نيحيريا لمستشارة الالمانية محادثات مع الرئيس النيجيري محمدو بوهاري حول التنمية الاقتصادية والمجتمعية للبلاد. كما التقت برئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، جان-كلود برو، حول التعاون الإقليمي([2]).
ـ المستوي الثقافي:
– أكيكي ومهرجان شاليوت أبرز الاحداث الثقافية بالقارة الأفريقية
ـ “أكيكي”.. دمية أفريقية
أما على مستوى الأحداث الثقافية فقد ادخلت المصمة الجنوب أفريقية فاطمة عبد الله الفرح والبهجة لدى أطفال القارة السمراء، بتصميمها “أكيكي”.. دمية أفريقية، بلونها البني وشعرها الأسود المجعد وطولها البالغ 46 سنتمتر، لتنافس بذاك باربي بشعرها الأشقر وعيناها الملونتين التي لا تشبه فتيات القارة السمراء ولهذا جاءت أكيكي لتدخل عالم الصغار.
وقد ابتكرت المصممة فاطمة عبد الله، الدميةَ أكيكي، التي كانت بدأت في العام 2016، بصنع الدمى المخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة والعاشرة. وقد أتت فكرة الدمية أكيكي بعد أن لاحظت فاطمة عدم وجود شبيه للطفل الإفريقي في سوق لعب الأطفال.
حيث أكدت فاطمة عبد الله مصممة أكيكي: “في المرة الأولى التي جلبت فيها دمية أكيكي لابنتني، نقلت لها حماسي الشديد لهذه الدمية، ذلك أني لم أكن أملك دمية سوداء حينما كنت طفلة، فقالت، نعم إنها تشبهنا، وبدأت تتحسس شعرها وتدقق النظر في لون بشرتها بفرح بادٍ”[3].
أما الطفلة سيلي سيتول، والتي ترافقها أكيكي أينما ذهبت، فتقول عنها: “أنا أحب ملابسها وأحذيتها وشعرها وحاجبيها وأيديها وبشرتها”.
وترى فتاة أخرى تدعى مبيلو سيثول بأن الدمية “مختلفة، ذلك لأنها دمية داكنة، ولونها بني قليلاً”، وتقول: إنها لطيفة جداً وهي الدمية المفضلة لدي”.
وتعمل فاطمة عبد الله مع المصممة، بريدجيت ماشيلي، لإنتاج الملابس الملونة والعصرية التي ترتديها الدمية أكيكي.
وإلى جانب الدمى، أطلقت عبد الله سلسلة من الكتب، قصص قصيرة من عقيقي، بطلة تلك القصة، فتاة أفريقية تبلغ من العمر خمس سنوات، تهدف مغامراتها إلى تعليم الأطفال المهارات والقيم الأساسية.
ـ مهرجان شاليوت السنوي
ومن بين الاحداث الثقافية التي رصداتها وكلات الأنباء مهرجان شاليوت السنوي.
فقد اهتمت وكالة الأنباء أورو نيوز، بالحدث الفني الأفريقي الأبرز وهو مهرجان أكرا للفنون، حيث ازدحمت شوارع العاصمة الغانية أكرا بآلاف الأشخاص الذين قدموا من داخل البلاد ومن مختلف أنحاء العالم، لحضور مهرجان شاليوت السنوي، والذي اختتم قبل يوم 26 أغسطس. وفي دورته الثامنة حسبما ذكرت Euronews جمع المهرجان فنانين وهواة للفن، حتى يتفاعلوا مع الفضاءات العامة وأماكن المهرجان في أنحاء المدينة.
حيث عبر شعار المهرجان لهذه السنة عما يمكن أن يعكسه من تعابير مختلفة بشأن الهوية الإفريقية. وقد شارك في هذا الحدث الفني 100 فنان في الفعاليات، وأعلن المنظمون عن حضور آلاف الزوار للاستمتاع بالبرنامج[4].
واستمر المهرجان سبعة أيام، وشمل ورشات عمل أفضت إلى مهرجان مفتوح على الجمهور في الشوارع.
ولفتت الوكالة إلى أن هذا المهرجان نظم أول مرة سنة 2001، واشتهر لكونه جعل من أكرا مركزا ثقافيا في غرب إفريقيا. وقد استغل البعض المناسبة لتكريم الأمين العام السابق للأمم المتحدة الراحل كوفي عنان، والحائز على جائزة نوبل للسلام، والذي وفاته المنية يوم 18 أغسطس 2018 مستشفى سويسري عن عمر ناهز 80 سنة، إثر مرضه القصير.
ـ مخطوطات أفريقيا بالحرف العربى
ومن بين الأحداث الثقافية أيضا اهتمام بعض الصحف بكتاب “تراث مخطوطات اللغات الأفريقية بالحرف العربى” والذي جاء فى مجلدين وصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب والمعهد الثقافى الأفريقى العربى فى مالى، وهو من تحرير وتقديم حلمى شعراوى، أبرز الخبراء العرب فى الثقافة الأفريقية.
حيث ركزت صحيفة اليوم السابع على رؤية الاستاذ حلمى شعراوي في أن الشعوب إنما يتعلق بجذور هويتها، ومواقعها فى التاريخ، وأن وعى الذات فى الحاضر لا يمكن أن يقوم على نفى مسبق لهذا التراث وفق أى تبرير، وأن الحاضر نفسه يفسر الماضى أو يفسر به، ويرى حلمى شعراوى أيضا أن التراث ليس بالضرورة قوة قهر للحاضر حين نستعيده ونستحضره، ومن ثم فإن اللغة العربية لدى الشعوب الأفريقية غير الناطقة بها ليست مصدرا وحيدا لتاريخها.
واشترك في عمل هذا المخطوط 14 باحثا من مصر والسنغال وموريتانيا والنيجر وعمان وغينيا ونيجيريا، وهؤلاء كشفوا لنا مئات المخطوطات الأفريقية المكتوبة بالحرف العربى.
كما ركزت الصحيفة في عرض هذا المخطوط على ثلاث لغات أفريقية كتبت بالحرف العربى هى:-
الملجاشية: اللغة الملجاشية هى اللغة السائدة فى جزيرة مدغشقر Madagascar، والتى عرفت منذ الفترة ما قبل الاستعمارية باسم جزيرة ملجاش نسبة إلى إحدى ممالك الأغلبية ذات الأصول الإندونيسية والماليزية على الساحل الشرقى للجزيرة، مما جعل ماركو بولو يسميها Matacaci نسبة للمملكة التى نزل بها وترجع لأفريقيا جنوب الصحراء. وقد فرض الفرنسيون اسم “مدغشقر” على الملك راداما الأول مطلع القرن التاسع عشر عندما وقعوا معه الاتفاقيات وقدموا له أختام المملكة باسم مدغشقر عام 1819.
والهاسا: قد لا تعتبر لغة الهوسا أكثر لغات غرب أفريقيا حضورا بين أهلها من النيجيريين- حيث تنافسها الفولا واليوروبا فى هذا القطر- ولكن التعامل بها على أوسع نطاق جغرافى فى المنطقة جعلها مثل السواحيلية والعربية، ضمن أكبر اللغات التى يرد ذكرها حين نتحدث عن اللغات الأفريقية على مستوى القارة، باعتبار صلاحيتها للاعتراف بها كلغة مؤتمرات أو لغة علمية.
والفولانية: Fulania أو الفولفولدى Fulfulde أو البولار Pollar أو الفولبى Fulbe أو البيل Peul هى صفات للغة المعبرة عن نمط ثقافى واجتماعى، بقدر تعبيرها عن صفات لجامعة عرقية، تمتد من أقصى الغرب فى فوتاجالون Futa Jalon (غينيا) إلى أقصى شرق المنطقة الغربية من القارة عند اشتباكها مع الوسط فى الكاميرون، أو ارتباطها بشرق القارة مع الفلاتة فى السودان. وتمتد من جنوب موريتانيا شمالا تحت اسم عام “التكرور” إلى نيجيريا وبنين على خليج غينيا فى المحيط الأطلنطى.
وذكر الباحثين خلال المخطوط إنها ثقافة نمط اجتماعى فإننا نقصد الرعى والترحال الذي أدى بهذه الجماعات الفولانية إلى أن تكون فئة التجار متعددة القومية، بحيث تجد لهم دائما قدما فى معظم بلدان منطقة تضم أكثر من خمس عشرة دولة فى الوقت الراهن، وتجمع من الصفات السياسية والثقافية ما يوفر لها وجودا قويا فيما يسمى بمنطقة الفرنكفون (السنغال…) المتحدثين بالفرنسية والأنجلوفون (نيجيريا..) المتحدثين بالإنجليزية. واللغة المعبرة عن هذه الثقافة والأنماط تقوم على اشتقاقات من الصفتين السابقتين لابد أن نستحضر لها خبراء اللغات واللهجات، بدءا من جرينبرج Greenburg الذي أسماها لغة غرب أطلنطية، ووصولا إلى من يربط الفولانيين بالفراعنة تارة، وبالعرب تارة أخرى، خاصة من بين جلدتهم مثل شيخ انتاديوب، وغيره من باحثى المراكز المتخصصة الآن فى نيجيريا والسنغال والكمرون وغيرهم. واللغة الفولانية مثل معظم لغات غرب أفريقيا تعتمد فى تاريخها على التاريخ السياسى لمن حملوها من الممالك والإمبراطوريات.
واختتمت الصحيفة بأن اليونسكو، حاولت كما حاولت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالجامعة العربية “أليكسو”، وكذا منظمة المؤتمر الإسلامى للعلوم والتربية والثقافة “إيسيسكو” وضع قواميس لهذه اللغة أن يكونوا قد نجحوا فى هذا المجال، وإن كانت الأولى تنحى لدعم كتابة اللغة بالحرف الرومانى منذ أطلقت جهودها فى هذا الصدد فى مؤتمر باماكو 1966، بينما تحاول المنظمات العربية والإسلامية أن تؤكد وجود الحرف العربى أصلا لكتابة هذه اللغة. وفى هذا الاتجاه البحثى وضعت اليونسكو مشروعا مشتركا لدراسة وتطوير العلاقات المشتركة بين الفولانية والماندنجو لتيسير وضعها التعليمى والثقافى والتقريب بين المتحدثين بها فى منطقة واسعة مثل غرب أفريقيا([5]).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش
[1] – 2018… عام انتخابي عاصف في غرب أفريقيا يعيد طرح الأسئلة الجوهرية حول «الدولة ـ الأمة» في القارة السمراء، السبت -جريدة الشرق الأوسط- 25 أغسطس 2018 مـ رقم العدد [14515]
https://aawsat.com/home/article/1372766/2018-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7
[2] – ميركل تصل غانا في جولة تشمل السنغال ونيجيريا
الخميس 30/أغسطس/2018 https://www.dostor.org/2304266
[3] – https://www.youtube.com/watch?v=MHLadrOX-l4
[4] – https://www.youtube.com/watch?v=Uj9zz9XjzqM
[5] – خالد عزب يكتب: مخطوطات أفريقيا بالحرف العربى