باربس تفتتح معرض “كنوز الإسلام في أفريقيا” بحضور الرؤساء الأفارقة
المركز العراقي الأفريقي ـ وكالات…
افتتح معهد العالم العربي في باريس مؤخرا أول معرض من نوعه يعرض “كنوز الإسلام في أفريقيا”، وذلك بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورؤساء موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو، حيث يسعى المنظمون لعرض الوجه الحضاري للإسلام وانتشاره في أفريقيا بالوسائل السلمية.
ويعرف المعرض بمحطات من تاريخ الإسلام طوال ثلاثة عشر قرنا في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، من شنقيط إلى دكار ومن زنجبار إلى تمبكتو، كما يعكس أهمية التبادل الثقافي بين أفريقيا والعرب.
من جانبه قال وزير الثقافة الفرنسي الأسبق ورئيس معهد العالم العربي جاك لانغ إن هذه التظاهرة تهدف إلى كسر الصور النمطية والجهل في الغرب بشأن مزاعم انتشار الإسلام بالقوة، وإنها تبرز الوجه المشرق للإسلام بوصفه دينا انتشر سلميا وليس عبر العنف كما تفعل حاليا “الجماعات الإرهابية المنتشرة في دول الساحل والصحراء”.
وأوضح لانغ أن المعرض يهدف إلى دق ناقوس الخطر من أجل حماية التراث الإسلامي في أفريقيا من التدمير على يد “الجماعات المتطرفة”.
وأراد القائمون على المعرض إبراز الحضور الإسلامي في أفريقيا عبر ثلاث محطات رئيسية، حيث تظهر المحطة الأولى كيف انتشر الإسلام في بلدان جنوب الصحراء، وتكشف الثانية أشكال العبادات والمعتقدات لدى السكان عند اعتناقهم الإسلام، وتبرز الثالثة أشكال الحضارة الإسلامية في أفريقيا والطابع التي اتخذته في كل المجالات.
من ناحيتها، قالت مفوضة المعرض آنا بوغنيم، خلال لقاءها بالصحفيين، إن الإسلام انتشر أساسا على يد التجار العرب، ثم جاء دور السلطات السياسية والدينية.
ففي عام 651 وقعت مصر الإسلامية اتفاقية مع مملكة المقرة المسيحية في السودان وعاصمتها دنقلا لتنظيم التبادل التجاري بينهما، ودامت الاتفاقية حتى منتصف القرن الرابع عشر الميلادي، وهو تاريخ انهيار مملكة المقرة. وفي المعرض قطعة من النسيج المطرز بالذهب تعود إلى القرن الثاني عشر، وهي توثق تنظيم التبادل التجاري بين المنطقتين.
وأضافت مفوضة المعرض أن الدور السياسي جاء مع ظهور الممالك، وكان أبرزها مملكة سنار وهي أول دولة عربية إسلامية قامت في السودان عام 1505م.
وابتداء من القرن السادس عشر، ظهرت المراكز العلمية والدينية على يد علماء أفارقة وعرب في تمبكتو وآرار في إثيوبيا، وكانو في نيجيريا، حيث لعبت دورا مهما في نشر الإسلام والعلوم الأخرى، وأشارت بوغنيم إلى مخطوطات نادرة لمصاحف وكتب دينية وعلمية تعود إلى تلك الحقبة وتعرض لأول مرة.
كما يلقي المعرض الضوء أيضا على ظهور الجماعات المتطرفة في أفريقيا، حيث قالت بوغنيم إن “الإسلام انتشر في أفريقيا بشكل سلمي وليس بقوة السلاح”.
كما يخصص المعرض جناحا خاصا بالفن الأفريقي الإسلامي، يشرح كيف أن المسلمين لم ينشروا فقط الدين، ولكن ساهموا في نشر الحضارة العربية الإسلامية في أفريقيا، وتجلى ذلك من خلال فن العمارة والأزياء.
وشددت بوغنيم على أن الثقافة العربية الإسلامية لم تأت لإلغاء ثقافة الأفارقة، بل على العكس ساهمت في إثرائها وغناها، فظهرت بنايات ومساجد ذات عمارة أفريقية محضة، كما ظهرت أشكال من الخطوط الأفريقية التي طورها مسلمون أفارقة لكتابة القرآن الكريم، إضافة إلى ظهور نوع من السجاد الأفريقي والأزياء الأفريقية التي تحترم الذوق العام والدين والخصوصيات المحلية.