المركز العراقي الافريقي للدراسات الاستراتيجية
الموقع الرسمي

تفجيرات الخميس بالعراق من وراءها ؟ وماهي أهدافها ؟

0

يشكل التوقيت الزماني والمكاني لتفجير صباح الخميس 20 كانون الثاني 2021 والذي لا يختلف كثيرا عن طبيعة التفجيرات التي عاشها العراق خلال الفترة السابقة، والتعرضات الداعشية على قطعاتنا العسكرية وخصوصا الحشد الشعبي رسالة واضحة المعالم ينبغي التوقف عندها وقراءتها جيدا خصوصا وانها تاتي في ظل الاستعدادات التي تقوم بها النخب العراقية الجديدة بترتيب صفوفها وتنظيم نفسها من اجل المشاركة في تصحيح مسار العملية السياسية بعد فشل الاحزاب الحاكمة في بناء دولة المؤسسات وادخال العراق في ازمات لم تختلف تداعياتها على الشارع العراقي كثيرا عن ازمات ما قبل 2003 وان اختلفت في طبيعتها .

ان تصاعد هذه الهجمات الارهابية، والتعرضات الداعشية تشكل مؤشرا خطيرا على عودة توظيف البعد الطائفي في الصراع السياسي مرة اخرى، مما يستدعي اعادة قراءة المشهد الامني قراءة جديدة ومتأنية فالامر لايمكن معالجته بتغيير القيادات الامنية حصرا بل ان الامر يتعلق بادئ ذي بدء بالقيادات الميدانية الماسكة للارض. فالمناصب العليا في الدولة العراقية عموما، والامنية منها على نحو الخصوص باتت تخضع الى العديد من انواع المساومات وان اغلب اصحاب هذه المناصب بعيد جدا عن القيادات الميدانية ، بل ان الكثير منهم لايعلم بما يجري في الميدان وان اغلب التقارير التي تصل اليهم تفتقد الى الدقة والموضوعية اذا لم يكن هناك نوعا من القصد والتعمد في التضليل والتمويه وهذا ما يؤكده تصريح العديد من الجهات واعترافها بوجود خروقات واضحة في المؤسسات الامنية .

ومع انتظار نتائج التحقيقات القضائية والتعهدات الاعلامية التي اعلن عنها رئيس الوزراء وقبل ان نوجه اصابع الاتهام الى هذا الطرف او ذلك ارى باننا امام مشهد ارهابي ليس بالجديد فان طبيعة العملية الارهابية ( الازدواجية ) اضافة الى توقيتها الزماني والذي جاء مقترنا بقرار تاجيل الانتخابات، وايضا موقعها الجغرافي والذي لايشكل تهديدا مباشرا للحكومة بمقدار ما يشكل رسالة واضحة تستهدف تأجيج الشارع العراقي خصوصا وان دراسة هذا الموقع الجغرافي والتعرف على طبيعة العاملين فيه تساهم في تقديم جملة من المعطيات التي ربما تقود الى استنتاجات تدفع باتجاه تحديد الفاعل وتشخيصه بدقة .

كما ان اقترانها بالعمليات الارهابية لتنظيم داعش الارهابي والتي تستهدف العديد من مواقع الحشد الشعبي ربما هي الاخرى تشكل مؤشرا اخرا يقود الى بعض الاستنتاجات التي تؤيد فرضية وجود مخطط مرسوم ومعد لهذه المرحلة قبل الوصول اليها،

ان حيثيات العمليات الارهابية الاخيرة واستهدافها للبيئة الاجتماعية والامنية حصرا اذا ما تكررت مرة اخرى ” لاسمح الله” فانها تضع القيادات الامنية الميدانية حصرا على المحك ازاء احد امرين اما التقصير في اداء الواجب، او انها جزء من المؤامرة ايا كان طرفها.

فلانريد لهذه العملية وظروفها ان تجعلنا محدودي النظر وقاصري الرؤية ازاء البعد الاقليمي والدولي لما يجري في العراق فلربما ان هنالك اهدافا اقليمية ودولية تقف وقد ترتبط بصورة او باخرى باعادة ترتيب اوراق المنطقة خصوصا مع التسابق العربي على التطبيع مع الكيان الصهيوني.

لذا فان على القيادات الامنية الميدانية ان تستنهض جميع طاقاتها من اجل قراءة المشهد الميداني قراءة واعية تستحضر خلالها جميع الابعاد المحلية والاقليمية والدولية في دراسة وتحليل هذه العمليات الارهابية وعدم المساهمة في تشويه مسرح الجريمة التي يراد ارتكابها في العراق من قبل الجهات التي تقف وراء هذه الابعاد وان على القيادات الامنية العليا ابتداء براس الهرم الابتعاد عن المساهمة المقصودة او غير المقصودة في تشويه صورة المشهد الاجرامي بقرارات او تحليلات تفتقد الى الدقة والموضوعية خصوصا وان التراجع الشريعي عن بعض هذه القرارات يزيد من عملية تشوية المشهد وتضليل الراي العام

واخيرا نحن كشعب نقف مع القيادات الامنية الميدانية الوطنية والتي نتعايش ظروفها خصوصا مع شعورها بتخلي قياداتها العليا عنها في الظروف التي تتعرض فيها الى تهديدات سياسية او حزبية ونطالبها بان تحافظ على انجازاتها البطولية التي حققتها منذ عام 2014 وحتى الان، واحترام دماء شهدائها الذين ضحوا بدماءهم من اجل حماية العراق.

اللهم ارحم شهداء العراق وشافي جرحاه وانقذه من بلواه

شاركنا رأيك

بريدك الإلكتروني مؤمن ولن يتم اظهاره للعلن.