المركز العراقي الافريقي للدراسات الاستراتيجية
الموقع الرسمي

جمهورية مالي/1

0

يعقد المركز العراقي الافريقي للدراسات الاستراتيجية مؤتمره الدولي الاول تحت عنوان (الازمة السياسية في جمهورية مالي بين الوساطة الافريقية والمواقف الدولية) للفترة من 7 ـــ 8 اغسطس/ اب 2020، ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ظل الاجراءات الوقائية التي تتخذها منظمة الصحة العالمية والدول من اجل مواجهة جائحة كورونا والحد من انتشار هذا الفايروس. ومن اجل ايجاد حالة من التوازن بين الالتزام بهذه الاجراءات الوقائية والتي منها التباعد الاجتماعي، واستمرار المركز في انشطته العلمية والبحثية لذا فقد تقرر ان يكون انعقاد هذا المؤتمر عبر منصة zoom الخاصة بالمركز.
جمهورية مالي (Republic of Mali) وعاصمتها باماكو هي احدى دول الغرب الافريقي وتحدها الجزائر شمالا والنيجر شرقا وبوركينا فاسو وساحل العاج في الجنوب وغينيا من الغرب والجنوب، والسنغال وموريتانيا في الغرب. تبلغ مساحتها الاجمالية بحدود ( 1.240.192 كم مربع، واما عدد السكان فقد بلغ 17.086 مليون نسمة حسب احصائية عام 2015. وقد اعلن عن استقلالها كجمهورية مستقلة عن الاستعمار الفرنسي في 20 يونيو/ حزيران 1960
ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدولة بحدود 10.97 مليار دولار، ويبلغ نصيب الفرد من هذا الناتج المحلي بحدود 656 دولار، ومعدل النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي يبلغ 4.8%، والعملة المحلية فيها هي الفرنك الإفريقي والذي يعادل 2 دولار تقريبا.
التاريخ السياسي
نتحدث في التاريخ السياسي لجمهورية مالي ضمن مرحلتين اساسيتين ، الاولى ما قبل الاستعمار ، والثانية ما بعد الاستعمار.
المرحلة الاولى: ما قبل الأستعمار
تشير العديد من المصادر التاريخية الى أن المنطقة التي تقع فيها جمهورية مالي الحالية كانت مأهولة سكانيا منذ العصر الحجري، اصبحت فيما بعد طريقًا رئيسيًا للتجارة بين الشمال والجنوب على مر العصور لأنها من اقصر الطرق في الغرب الافريقي، اذ اصبحت قوافل التجارة تسير في رحلتها من الجنوب نحو الشمال حاملة الذهب والعاج والجلود والريش والرقيق، لتعود في رحلة معاكسة محماة بالفخار والمصنوعات المعدنية والخيول وغيرها من السلع إلى، وقد انعكست هذه الرحلات التجارية واستمرارها بالعديد من المنافع الاقتصادية على ممالك وإمبراطوريات في المنطقة والتي كانت تستفيد من البضائع وتقديم الخدمات لهذه القوافل.
وتعد مملكة غانا من اقدم الممالك التي ظهرت في غرب افريقيا اذ نشأت في القرن الرابع وخلال القرن الثامن ثارت شعوب السوننكي واسقطوا الأسرة الحاكمة وتولوا حكم البلاد، ووصلت مملكة غانا في عهدهم إلى اوج قوتها خلال القرن الحادي عشر، حيث كانت تسيطر على مناطق شاسعة حول نهر النيجر الأعلى والأوسط، وكانت عاصمتها كومبي، ورغم أن حكامها كانوا وثنيين إلا أن الإسلام انتشر بين رعاياهم. وقد ورد ذكر هذه المملكة في كتابات الجغرافيين المسلمين مثل أبو عبيد الله البكري والإدريسي، وقد اصطدمت هذه المملكة بدولة المرابطين التي ظهرت في المغرب العربي خلال القرن الحادي عشر، وتمكن المرابطون من فتح مناطق واسعة كانت تخضع لها وفي عام 1240م زال حكم السوننكي وانتهت دولتهم.
وعلى انقاض مملكة غانا ظهرت إمبراطورية مالي على يد ملوك الماندنجو المسلمين؛ ففي عام 1230 تولي الملك سانديانا حكم الماندنجو، واستطاع أن يوسع حدود مملكته الصغيرة في كانجابا، واستولي على بقية مملكة غانا عام 1240، واستمر خلفاؤه من بعده في توسيع حدود دولتهم، وخصوصا في عهد الملك سكوتا (1285- 1300)، وقد بلغت إمبراطورية مالي أوج قوتها خلال القرن الرابع عشر في عهد منسي موسي (1307- 1332)، حيث امتدت حدود مملكته من المحيط الأطلسي وبلاد التكرور غربًا إلى هضبة عير (في دولة النيجر الحالية) شرقًا، ومن منطقة ولاته في الصحراء شمالاً إلى مرتفعات فوتا جالون (في غينيا حاليًا) جنوبًا. وفي عام 1324 قام منسي موسي برحلة تاريخية للحج مرورًا بالقاهرة، وكثرت الروايات عن هذه الرحلة حتى قيل إنه كان ضمن قافلته 100 جمل يحمل كل منها ثلاثة قناطير من الذهب، وأنه وزع أكثر من ذلك هدايا وصدقات على الناس، وأن ذلك أدى إلى هبوط قيمة الذهب في القاهرة هبوطًا كبيرًا ولمدة طويلة.
وفي عام 1352 قام ابن بطوطة الرحالة الشهير بزيارة مالي ووصف ما رآه هناك من عادات وطقوس دينية وسياسية واجتماعية، وفي أواخر القرن الرابع عشر أخذت إمبراطورية مالي في الضعف، فاستقلت بعض أقاليم الشرق، واستولى ملوك الموسي على المناطق الجنوبية، والولوف على المناطق الغربية، والطوارق على أروان وولاتة وتمبكتو في الشمال والوسط. واستمرت مالي في الاضمحلال خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وفي القرن السابع عشر أصبحت مجرد دولة صغيرة في كانجابا كما بدأت من قبل.
وفي عام 1335 استقلت “جاو” وما حولها عن إمبراطورية مالي، وأطلق ملوكها من الصنغاي على أنفسهم لقب سني وفي عهد سني على (1464-1472) اتسعت رقعة مملكة صنغاي ودخل في نطاقها مدينة تمبكتو وغيرها من أراضي إمبراطورية مالي ومملكة غانا القديمة وفي عام 1472 وصل أسكيا محمد الأول (وهو من السوننكي) إلى عرض المملكة، وقام عام 1475 بحج بيت الله الحرام، وفاقت رحلته ما عرفت عن رحلة منسي موسي من كرم وأبهة، واستردت مدينة تمبكتو في عهده مكانتها كمركز للدراسات الإسلامية، كما قام منذ عام 1477 بعدة حملات لتوسيع رقعة بلاده ونشر الإسلام بين الوثنيين من الماندنجو والفولاني (في الغرب) والهوسا (في الشرق) والطوارق (في الشمال) والموسي (في الجنوب)، وأصبح معظم أجزاء غرب أفريقيا يخضع لسلطانة، ولكن مملكة صنغاي أخذت تضعف منذ عهد ملكها أسكيا داوود عام 1482، وهو ما سهل على سلطان مراكش مهاجمتها عام 1485م والاستيلاء على معظم أراضيها ومدنها بما فيها جاو وتمبكتو وجني.
وظل المراكشيون يسيطرون على المنطقة بدرجة أو بأخرى حتى عام 1780 حين تقاسم الطوارق في جاو والفولاني في ماسينا والبامبارا في مملكة سيجو السيطرة على المنطقة بينما في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانت الأجزاء الجنوبية والجنوبية الغربية جزءًا من مملكة التوكولور (التي أسسها الحاج عمر الفوتي في شرق وشمال السنغال الحالية) ومملكة الماندنجو (التي أسسها ساموري في الأجزاء الشمالية من غينيا وساحل العاج الحالية .

شاركنا رأيك

بريدك الإلكتروني مؤمن ولن يتم اظهاره للعلن.