زيارة البابا للسيد السيستاني قرار صائب وتوقيت مناسب
في خطوة غير مسبوقة يعلن بابا الفاتيكان عن قرار ادراج زيارة المرجعية الدينية في النجف الاشرف. متمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني ( دام ظله ) ضمن برنامج زيارته الى العراق وهي زيارة تحمل بين طياتها العديد من الدلائل والاعتبارات، وتتضمن العديد من الرسائل التي ينبغي على المحيط الاقليمي والدولي قراءتها وتحديد ابعادها.
ان من جملة دلالات هذا القرار البابوي انه يمثل نقطة تحول كبيرة في تعاطي الفاتيكان مع المسلمين وطوائفهم، فالى وقت قريب كان العالم ينظر الى المسلمين من زاوية واحدة، وغافلا او متغافلا عن حالة التنوع الطبيعي للمسلمين والذي لايختلف كثيرا عن التنوع في الديانات الاخرى. اما بعد هذه الخطوة البابوية فان الامر بات مختلفا،
كما ان هذا القرار يكشف عن تقييم واضح من قبل الفاتيكان لمكانة المرجعية الدينية في نفوس المسلمين . كما يكشف عن حجم الانسانية الكبير، والابوية الشمولية التي اصطبغت بها مواقف المرجعية الدينية خلال ازمة داعش، وهي المواقف التي اثبتت للعالم حقيقة وواقع المنطلق الانساني للمرجعية الدينية في تعاطيها مع الاحداث الامنية التي رافقت سقوط مدينة الموصل. اذ كانت فتوى الجهاد الكفائي قارب النجاة الذي ركبته جميع مكونات المجتمع العراقي والذي اظهر تلاحما وتماسكا في عملية استعادة الارض والمقدسات من هذا التنظيم الارهابي. وهو تلاحم تجسد في اختلاط الدماء الاسلامية مع الدماء المسيحية وهي تقاتل من اجل استعادة المساجد والكنائس وجميع دور العبادة للمكونات والطوائف الدينية على حد سواء . وهو تلاحم افشل المخططات التي كانت تستهدف الوحدة الوطنية لابناء المجتمع العراقي.
بالتاكيد ان زيارة البابا هذه ستشهد ترحيبا كبيرا وواسعا من جميع مكونات الشعب العراقي التي تأمل ان تكون بداية لمشروع سلام عالمي يبعث في النفوس تلاحم الحضارات وتفاعلها وينبذ النظريات التي تدعو الى الصراع بينها وادانتها.
كما اننا نعتقد بان برنامج البابا سيتضمن زيارة دور العبادة المسيحية التي طالتها يد الارهاب الداعشي. لذا نأمل من البابا وجميع ضيوف العراق المرافقين له ان يقفوا دقيقة متأملين في اروقتها ويتحسسوا مواقع دماء الشهداء من المسلمين التي اختلطت مع تراب هذه الكنائس بعد ان اختلطت بدماء اخوتهم من المسيحيين لعل هذه الوقفة تثير في نفوس قادة المحيط الاقليمي والدولي لاعادة النظر في مواقفهم الخاطئة تجاه العراق، والاكتفاء بهذا القدر من الدمار الذي اصابه نتيجة مشاريعهم التوسعية والطائفية ومحاولتهم تشوية جمال اللوحة العراقية والوانها الدينية والمذهبية.