ساحل العاج.. وفاة مرشح الحزب الحاكم والسيناريوهات المحتملة( كوتديفوار)
مساء أمس 8/7/2020 توفي أمادو غون كوليبالي، رئيس الوزراء الإيفواري ومرشح الحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية في أكتوبر القادم، عن عمر يناهز 61 عامًا. مااعتبرت ضربة حقيقية للحزب الحاكم. ناقشت مع مجموعة من المراقبين خيارات الحزب الحاكم بعد الفاجعة. ومن الجدير بالذكر، أنّ في شهر مارس المنصرم، أعلن الرئيس الإيفواري عدم ترّشحه للانتخابات الرئاسية القادمة لفترة رئاسية ثالثة. تصريح لاقى قبولًا واحتراما أفريقيا ودوليًا. بعد ذلك بفترة أعلن حزبه (تجمّع الجمهوريين/RDR//RHDP) عن المرحوم ( أمادو غون كوليبالي) مرشحًا للحزب. والآن نظرًا لوفاته المفاجأة، يجد الحزب نفسه في وضعية صعبة. فما هي الخيارات؟
وفقا للمراقبين ثمة خياران:
- تُرشّح الحزب وزير الدفاع: حامد باكايوكو
- أو يتراجع الرئيس عن وعده بعدم الترشح للانتخابات، ويخوضها لإعطاء حزبه فرصة حقيقية للفوز.
• المفاجأة: قبل ساعة، تصلنا الأخبار من وكالة رويترز/ Reuters : ” قال مصدران إن زعماء الحزب الحاكم في ساحل العاج اتفقوا في اجتماع مغلق مساء الأربعاء على الضغط على الرئيس الحسن واتارا للحصول على ولاية ثالثة في انتخابات أكتوبر بعد الوفاة المفاجئة لرئيس الوزراء أمادو جون كوليبالي”.
إذن؛ ما هي المخاطر السياسية والأمنية من السيناريوهين؟
من منظوري أرى أنّ: هذه ضربة حقيقية لعشيرة الحزب الحاكم في السلطة، إذْ كما هو واضح يوجد اتجاهان في الوقت الحالي في حزب السلطة RHDP.
1- الأغلبية تتمنى ترشيح الحسن واتارا.
2- بينما تعتقد الأقلية أن حامد باكايوكو سيحل محل غون كوليبالي.
المعضلة، أنه يصعب على واتارا الرجوع عن كلمته للأسباب التالية:
1- ترشيحه يعني أنه يجب ألا يمنع كل من المرشح سورو الرئيس السابق لوران غباغبو، وكذلك بيديه للترشّح، وهو خيارٌ طالما شعر الحزب الحاكم تهديدًا حياله. وفي حال رفض قد يجرّ البلد إلى مشكلة أمنية خاصة مع قادة الجنوب وعودة الميليشيات المسلحة.
2- ترشيحه يعني أنه سينقلب عليه مجموعة من مؤيديه الغربيين الذين هنأوه بخطوته الديمقراطية والتاريخية، وإن لم يفعلوا سيترجمه الشارع الأفريقي أنّ باريس وواشنطن تدعمان حزب واتارا ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية على الأمن الوطني.
3- ترشيحه سيفسّر عمليًا وواقعيًا أن المجلس الدستوري يخضع لأمره وليس كيانًا مستقلًا تحت السلطة القضائية .
وبالتالي، فإن هذه النقاط الثلاث لا تمنح وتارا فرصة للترشح في الانتخابات الرئاسية.
و النقطة ال3 مهمة لأن الخبراء الذين عينهم قالوا علنا إنّ الرئيس غير مؤهل. لذا فإن المجلس الدستوري إنْ تراجع بإعلانه مؤهلاً يعطي إشارة على تحيزه قبل بدء الانتخابات حتى.. - الاحتمال الثاني: حامد باكايوكو، هو احتمال معقّد بسبب ارتباط سمعته بقضية المخدّرات. ووفقاً للتقرير حتى داخل الحزب الحاكم (RHDP) جميع متخذي القرار المؤثّرين لا يريدونه، لكنّه يبقى الخيار البديل المتوفر.
لكن أولئك الذين وضعوا الصحفيين في مهمة الكشف عن المرشح المحتمل ينتظرون من باكايوكو الإعلان أكثر من وتارا، لإضفاء الطابع الرسمي على رغبته في الترشح. لكن من الجانب الآخر، فإن المحترفين في( AGC) لن يقبلوا أبدًا ترشيحًا من حامد باكايوكو، خاصة بعد كل ما كشف عنه المدّون الشهير ( كريس ياپي/ Chris Yapi) في تحقيقاته عن فضائح باكايوكو، مما أدى بطريقة غير مباشرة إلى وفاة السيد جون كوليبالي. هذا على المستوى المحلي. وعلى الصعيد الإقليمي ، ينتظر ألفا كوندي، رئيس غينيا كوناكري، خبر ترشيح واتارا ليعلن ترشيحه لولاية ثالثة في غينيا هو الآخر. وعليه يصعب أنْ يقبل المجتمع الدولي ترشيح واتارا.
إذن، استناداً إلى ما سبق، الحزب الحاكم في وضع لا يحسد عليه، فما عاد وتارا في موضع القوة. لذا أتوقع أنْ يقوم الرئيس وتارا بتسوية سياسية يحصل فيها على ضمان الانسحاب النهائي لترشيحات غباغبو وبيديه بالأخصّ. وبعدها سيدعو إلى حوارٍ سياسي. وسيعقبه تشكيل حكومة اتحاد وطني؛ حتى يضمن الحزب لنفسه موضعًا سياسيا قويا، لكن من الحري ذكره أنّ المعارضة لن تسهله عليه، وستحاول الاستفادة من موقف الضعف هذا.
لكن أولا وأخيرا، إذا أردنا أنْ نكون واقعيين فإنّ واشنطن وباريس هما اللتان ستحسمان الموضوع وراء الكواليس. ولن أتفاجأ أن تخرجا لنا بخيار ثالث مغمور ويحولونه لنجم في غضون أشهر. إلى ذلك الوقت قلوبنا مع أمن واستقرار ساحل العاج أرضاً، وشعباً.
تحليل عميق دكتور