المركز العراقي الافريقي للدراسات الاستراتيجية
الموقع الرسمي

قبيلة المانجبيتو

0

تسكن شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تتوزع في الغابات وأرض السفانا ، يزرعون البن والفول السوداني والأرز والموز والذرة ونخيل الزيت، ويربون الحيوانات الصغيرة ، كما يعملون بصيد الحيوانات البرية وصيد الأسماك.

حتى وقت قريب كان المانجبيتو من الشعوب الكونغولية القليلة التي تدفع فيها عائلة الوالد تعويضا لعائلة الأم عند الوفاة، أيا كانت ظروف هذه الوفاة طبيعية أو بالقتل أو خلاف ذلك ، ويشمل نظامهم العقدي التقليدي أفكارا تخص السحر والشعوذة ، معتقدين أن قوة ما تكمن في آخر نقطة. من الأمعاء الدقيقة التي ترثها الفتاة من أمها ويرثها الولد من أبيه.

المانجبيتو قبيلة أبوية أساسا، السلطة فيها للرجل، إلا أنها تمنح لابن الأخت من خاله ، كما يمارسون عادة الزواج بالتبادل بين العشائر، أي إذا تزوج شخص ما من هذه القبيلة يقوم بتزويج شقيقته إلى شقيق زوجته لخلق مزيد من الترابط بين القبائل المختلفة ، وباعتبار ذلك شكلا من أشكال التواصل الاجتماعي والتحالف وصنع السلام ، إلا أن هذه العادة تحولت إلى فعل سياسي أكثر منه اجتماعيا، إذ استغله الزعماء في توسيع نفوذهم عبر هذا الزواج .

يذكر المستكشفون الأوربيون ـ ومنهم الرحالة الألماني صاحب كتاب ” قلب إفريقيا ” جورج شفاينفورت أول رئيس للجمعية الجغرافية الخديوية في القاهرة سنة 1875 ومدير المتحف المصري سنة 1880و الذي زار إفريقيا في الفترة من 1863 إلى 1888ومنها زيارته للكونغو سنة ” 1870 ” ـ فيما سجلوه في رحلاتهم إلى منطقة مبانزا في الكونغو أن المانجبيتو حققوا تقدما حضاريا كبيرا في حياتهم ، وذكر شفاينفورت وهو أول أوروبي وصل إلى المنطقة أنه شاهد العديد من المباني الكبيرة والأكواخ الصغيرة المليئة بجلود الحيوانات والقبعات المزينة بالريش والقلائد ، والرماح المصنوعة من الحديد والنحاس المصقول، والسكاكين ، فضلا عن كثير من المنتجات الفنية الأخرى ، والبساتين المزروعة بالنخيل والأشجار وغيرها ، كما وصف قصور حكامها وما ضمته من أدوات الرفاهية من مغنين وراقصين وحراسا شخصيين، فضلا عن النبلاء ورجال الحاشية .

استطالة الرأس

طور المانجبيتو طريقة فريدة من نوعها لتطويل الرأس إلى الخلف وتحويلها إلى الشكل الاسطواني معتقدين أن هذا يزيد من التجويف المحيط بالمخ الأمر الذي يزيد بدوره من ذكاء الإنسان ، فضلا عن كون ذلك وسيلة جمالية للمرأة والرجل على حد سواء ، وكانت عملية استطالة الرأس في البداية تخص الطبقة الحاكمة تمييزا لها عن بقية الشعب ولكنها انتشرت فيما بعد ، وعدت مثلا أعلى للجمال بين شعوب شرق الكونغو ، إلا أن الاستعمار البلجيكي منع هذه العادة إذ رأى فيها عملا غير إنساني ، وبدأت بالتلاشي منذ منتصف القرن الماضي تقريبا.

كانت عملية تطويل الرأس تبدأ منذ الولادة حيث تلف رأس المولود بقطعة قماش بإحكام ، ثم تتغير وسائل الشد بعد ذلك باستخدام الجلود أو الخشب أو الحبال ، ويعتقد أن هذه العادة انتقلت إليهم من المصريين القدماء إذ يستند بعض الباحثين في رؤيتهم تلك إلى رأس الملكة نفرتيتي التي تبدو جمجمتها ممدودة للخلف وكذلك الملك توت عنخ آمون وإخناتون .

تسريحات الشعر

ليس استطالة الجمجمة فقط هو ما تميز به المانجبيتو عن بقية القبائل الإفريقية ولكن بتسريحات شعرهم المختلفة، والتي جذبت المصورين والفنانين التشكيليين الغربيين منذ وقت مبكر من القرن العشرين، واتخذت مادة لكثير من الدراسات، ومنها ما يبدو على شكل القمع البارز إلى أعلى ، في دلالة على ارتفاع الوضع الاجتماعي والجاذبية. وقد اصبحت هذه القصات علامة محددة تخص هذه المنطقة من العالم .

مصادر :

_ Christopher Ehret, The Civilizations of Africa: A History to 1800

_ Curtis A. Keim, Mistaking Africa: Curiosities and Inventions of the American Mind

شاركنا رأيك

بريدك الإلكتروني مؤمن ولن يتم اظهاره للعلن.