محمد عبد الله رئيسا جديدا للصومال. الواقع والتحديات والآفاق
إعداد/ كمال الدين شيخ محمد عرب. كاتب وباحث متخصص في شؤون شرق افريقيا
مقدمة.
بعد أنتخاب الرئيس الجديد للصومال في الثامن من فبرايرشباط الماضي السيد محمد عبد الله فرماجو يبدو أن الصومال يدخل في مرحلة جديدة ومنعطف تاريخي ربما يكون أكثر ايجابية وتطورا مقارنة بالمراحل السابقة التي مرها الصومال، نظرا للثقة والابتهاج الكثير اللذان أبدي الشعب للرئيس فرماجو. هي الصومال التي كثيرا ما نقل عنها المراقب العربي صورة سوداء حول الوضع فيها، والاعتقاد الذي انتشر بأن الصومال دولة فاشلة حتي ان كثيرا من المراقبين العرب صار لديهم هذ المثل “صوملة” في اشارة من ان الصومال أصبح مضرب المثل في الفشل والفساد وانتشار المجاعة والأمراض والحروب والى ما هنالك، اصبحو الآن ينشدون بالصومالة عندما رأو الروح الطيبة لهذا الشعب الذي بات يودع ثقافة الحرب الأهلية والقبلية والتي تجلت بوضوح في هذه الانتخابات حينما فاز رجل الشارع بالرئاسة، والتعامل الجيد الذي فعل سلفه في نقل السلطة سلميا في الجولة الثانية من الانتخابات بحضور ثلاثة رؤساء تسلمو الرئاسة الصومالية مع تدوال للسلطة سمليا، وهو أمر قلما يحدث في العالم الثالث على الإطلاق ان حدث فعلا.
وفي هذه الورقة نحاول أن نطرح عدة محاور تتمثل في الجفرافيا السياسية للصومال وتأثيريها علي التنافس الدولي المتواجد فيها، كما نقف علي المرحلة الجديدة للصومال وتحديات التغيير الماثلة أمام الرئاسة الجديدة، ثم نحاول ان نرسم ملامح المستقبل وآفاقه في ظل هذه المرحلة المليئة بالتحديات.
المطلب الاول. الجغرافيا السياسية للصومال.
صعد الاهتمام الدولي والإقليمي بمنطقة القرن الأفريقي في السنوات الأخيرة بصورة ملحوظة وخصوصا الصومال وذلك في إطار أهمية منطقة القرن الأفريقي جغرافياً وإستراتيجياً باعتبارها منطقة ربط للتجارة الدولية، وباعتبارها تشرف على مناطق إنتاج ونقل البترول ولأسباب أخرى ثقافية وسياسية. والقرن الأفريقي عموماشديد الأهمية، ولكن للصومال أهمية خاصة، فهي التي تمتلك أكبر ساحل على المحيط الهندي، في حين أن إثيوبيا لا تمتلك أي منافذ بحرية!!
ومن ثم فإن اهتمام الولايات المتحدة بتحقيق نوع من النفوذ في الصومال قفز إلى مرحلة متقدمة في بداية التسعينيات من القرن الماضي.([1])
يحتل الصومال منطقة شاسعة من القرن الإفريقي، يقع بين خطي عرض 2 جنوبا ، 5ر12 شمالا، وهو البلد الوحيد في جامعة الدول العربية الذي تمتد أراضيه جنوب خط الاستواء، وتقترب مساحته من مليون كيلومتر مربع ، وتمتد حدوده الشمالية من خليج تاجورة على ساحل البحر الأحمر مارة بخليج عدن حتى رأس عسير ، وفي الجنوب تمتد حدوده من سواحل المحيط الهندي، وحتى مصب نهر تانا ثم تتجه حدوده شمالا عبر الحدود الغربية لمنطقة هرر حتى ساحل خليج عدن المحاذي لباب المندب، والصومال يمتلك أطول سواحل في قارة إفريقيا حيث يزيد طول سواحله عن 3300 كيلومتر وفرض الحدود السياسية الحالية للصومال يرجع إلى الفترة من عام 1885 الى عام 1900م إذ فرضت عليه عن طريق كل من بريطانيا وايطاليا وفرنسا وذلك عندما حصلت بريطانيا على كينيا والصومال البريطاني ، وايطاليا على الصومال الإيطالي الواقع في جنوب الصومال الإنجليزي ، وحصلت فرنسا على الصومال الفرنسي حاليا (جيبوتي)
في يوم 26 يونيو 1960م أصبح الصومال البريطاني مستقلا ، وبعد خمسة أيام من ذلك التاريخ استقل الصومال الإيطالي واتحد الصومالان في أول يوليو 1960م ليشكلا جمهورية الصومال الديمقراطية ، وقد وجد الصوماليون المستقلون وقتئذ أن كثيرا من أهل الصومال بقوا خارج بلادهم مستقرين في كل من إثيوبيا وكينيا وجيبوتي ، وبعد الاستقلال شهدت الساحة الصومالية من عام 1960 إلى 1969 ثلاث حكومات منتخبة ، الأولى كانت من 1960 إلى عام1964 برئاسة عبدالرشيد على شرماركي ، والثانية من 1964 إلى 1967 برئاسة حاج حسين ، والثالثة من عام 1967 إلى اكتوبر 1969 برئاسة محمد حاج إبراهيم عقال. وفي 21 اكتوبر 1969 استولى محمد سياد بري على السلطة بانقلاب أبيض. ومن هذا التدرج في اختيار حكومات صومالية بانتخابات حرة نزيهة يتضح لنا أن البناء السياسي في الصومال قد بدأ بصورة حضارية متزنة ، ولولا التدخلات الأجنبية التي حدثت لسار الصومال في بنائه السياسي على هذا المنوال.
ولقد ظل الصومال، بحكم هذا الموقع الجيوبوليتيكي الذي يتمتع به، مسرحا لصراعات إقليمية ودولية : منها ماهو ذو رواسب تاريخية ومنها ما هو وليد عصرنا الحاصر ، إننا نجد أنه منذ عام 1854م دأبت الدول الكبرى على إذكاء نار الصراعات في هذا القطر وفي مقدمة هذه الدول بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ثم جاء بعد ذلك دور كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية.
وبحكم كون الصومال مشرفا على ممر مائي مهم للعالم ، فقد عاد التنافس الخارجي والصراعات المختلفة على هذاالقطر بصنوف من الاحتلال عبر التاريخ ، لكونه يتميز بهذا الموقع الفريد ، إذ هو متاخم لكل من منطقة البحر الأحمر والمحيط الهندي ، كما يقع في نقطة لقاء قارتي إفريقيا من الغرب وآسيا من الشرق ، ويشرف على البحر الأحمر الذي يربط البحر العربي والمحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط بواسطة مضيق باب المندب ، وهذا الموقع ربط آسيا بإفريقيا عن طريق الموجات البشرية الزاحفة من شبه الجزيرة العربية إلى قارة إفريقيا قبل وبعد انهيار سد مأرب في منتصف القرن الخامس الميلادي ([2]) كما يعد الصومال مدخلا للإسلام في شرق إفريقيا.
وعلي خلفية هذا الموقع ظلت الصومال تعاني من تدخلات أجنبية حيث لا تزال هدفا أمريكيا ولكن عن طريق غير القوة العسكرية، لان تجربة الولايات المتحذة في هذا الصدد كانت فاشلة ومريرة في نفس الوقت. وذلك حينما سحل الجنود الامريكيون في شوراع مقديشو عام 1994م حيث اضطرت الى الانسحاب من الصومال.
غير أن المراقبين يعتقدون أن الغرب خصوصا أمريكا لاتزال تخوض حربا بالوكالة ضد الصومال، لذلك جاء تضرورة البحث عن دولة إقليمية تحقق الأهداف الأميركية، وليس هناك بالطبع سوى إثيوبيا، لأسباب تاريخية وأسباب تتعلق بالقدرات العسكرية ، وهكذا فإن السياسة الأميركية دعمت إثيوبيا في حربها ضد إريتريا، أي أن الولايات المتحدة فضلت التحالف مع إثيوبيا لتحقيق النفوذ الأميركي في القرن الإفريقي، ثم هي أيضاً لا تريد استقرارا في الصومال، فإما أن تقوم هناك حكومة عميلة للولايات المتحدة وإما ترك الصومال في فوضى.
المطلب الثاني. الصومال في المرحلة الجديدة.
بالرغم من أن بعض التحليلات والمؤشرات كانت قد قللت من فرص فوز الرئيس فرماجو لعدد من العوامل؛ أبرزها العامل القبليّ، حيث ينتمي فرماجو إلى قبيلة «الدارود»، وهي واحدة من كبرى القبائل الصومالية، لا إلى قبيلة «الهوية» التي تسيطر على العاصمة، والتي جرت العادة ألا يخرج الرئيس عنها، بالإضافة إلى السياسات التي انتهجها فرماجو أثناء توليه منصب رئيس الوزراء ولاقت قبولا شعبيا، وأدت إلى صدامه مع جهات سياسية محلية ودولية وأدت إلى استقالته في عام 2011.
وبعد إعلان فوز المرشح الرئاسي فرماجو توالت المواقف الداخلية والإقليمية والدولية، للتعبير عن تأييدها لنتيجة الانتخابات. فعلى صعيد الشأن الداخلي الصومالي، انطلقت الاحتفالات بفوز فرماجو في العاصمة مقديشو بالرغم من أنه لا ينحدر منها، لكن هناك عددا من التظاهرات المؤيدة له جابت شوارعها بالرغم من حالة حظر التجوال وإغلاق الطرق الرئيسية بها، وانطلق عدد من المواكب تقودها عناصر من الشرطة والجيش الصومالي إلى الشوارع بهتافات مؤيدة للرئيس الجديد. ولم تقتصر الاحتفالات على العاصمة فحسب، بل امتدت لتشمل عددا من المدن الصومالية التي شهدت مسيرات مؤيدة لـ فرماجو..
فعلي الرغم من الاحتفالات الكثيرة والبهجة العارمة التي سيطرت على الشارع الصومالي بعد فوز السيد فرماجو ووصوله الى سدة السلطة، والأمل الكبير في نفوس الشعب على نية ان الرئيس الجديد سيُعيد هيبة الصومال في اوساط العالم، نظرا للإنجازات التي قام بها أثناء فترة قصيرة حينما تقلد منصب رئيس الوزاء فترة رئاسة حسن شيخ محمود غيرأن المرحلة المقبلة تحمل الكثير من التحديات التي تواجه النظام الجديد في الصومال على كافة الأصعدة سواء داخليًا أو خارجيًا، وتجعل من الضروري بمكان تضافر الجهود الداخلية والإقليمية والدولية لمساندة النظام الصومالي الجديد من أجل تخطي هذه التحديات لإعادة الاستقرار إلى الصومال، الذي يعني بدوره مزيدًا من الاستقرار الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي، والتي تمثل أهمية استراتيجية كبرى للعديد من القوى الإقليمية والدولية.
وتتمثل ابرز التحديات في:
التحدي الأمني.
أبرز المعضلات هو الملف الأمني الذي كان عصياً على الحكومات السابقة، خصوصا مواجهة حركة “الشباب” التي تسيطر على بعض أجزاء من المناطق في وسط وجنوب البلاد، والتي دعاها فرماجو في خطاب التنصيب إلى ترك السلاح والمشاركة في عملية السلام. متوعداً إياها في حال استمرار نهجها العدواني بالرد العنيف والقضاء عليها.
ومن بين التحديات الأمنية ملف إعادة هيكلة وبناء المؤسسات الأمنية، والعمل على تدريب أفراد الشرطة والجيش وتوفير رواتبهم، لكي تؤدي واجبها بمهنية بعيدا عن القبلية والجهوية.ناهيك عن النظر في أمر وجود قوات الاتحاد الإفريقي (أميصوم) لمحاربة حركة “الشباب”، وسبل تأمين رواتبهم، إذ يبلغ راتب الجندي الواحد 1000 ألف دولار شهرياً، وهو مبلغ يعتقد الكثير أنه كان من الأولى تدريب ودعم الجيش الصومالي به، ليقوم بمهمة حفظ الأمن والاستقرار ببلده.
الملف الاقتصادي.
ويتمثل في محاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، والمجاعة التي تضرب الصومال، علاوة على ملف البطالة التي يعاني منها أكثر من 75% من الشعب، وكذلك الفقر الذي يعاني منه أكثر من 90% من الشعب، فضلاً عن ملف إعادة الإعمار في البلاد، وجذب المستثمرين من كافة أنحاء العالم.
كما ينتظر أبناء الشعب دورالرئيس الجديد فيما يتعلق بالسعي نحو انضمام بلاده للتكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية، وكذلك التعاون الاقتصادي مع القوى الكبرى كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كذلك تعد إدارة الموارد النفطية الصومالية من أبرز التحديات أمام فرماجو، خاصة في ظل الصراع بين الإدارات الإقليمية على الاستفادة من هذه الثروة.
يضاف الى التحديات الداخلية كيفية التعاطي مع ملف النظام الفيدرالي الحالي ذي الصبغة القبلية، حيثُ تقوم حكومات الأقاليم الخمسة بعقد اتفاقيات مع جهات خارجية لصالح الإقليم، وهو ما رفضه فرماجو في خطابه بعد الانتخابات، باعتبار ذلك من حق الحكومة المركزية، ولكونها تمس هيبة الدولة وسيادتها وتضعفها.([3])
العلاقات الاقليمية والدولية
ملف العلاقات الاقليمية وكيفية التعامل مع قضية دول الجوار من أبرز التحديات التي تنتظر السيد فرماجو خصوصا المؤثرة في الساحة التي لديها جيوش حفظ السلام في الصومال. ولعل الرئاسة الجديدة في الصومال تحتاج الي توطيد علاقات متينة مع ملف العلاقات الاقليمية والدولية خاصة مع الدول العربية كمصر، وفي هذه المرحلة بالذات لاتستغني القيادة الصومالية الجديدة الدور المصري، سياسيا، وعسكريا. وعموما يتطلب الامر الى ضرورة تضافر وتكاتف الجهود العربية لمساعدة الصومال نحو التقدم، وتقديم المساندة والعون للنظام الجديد، من خلال استراتيجية شاملة عربية تجاه الصومال، كونها تمثل عمقًا استراتيجيًا للدول العربية في منطقة هي الأهم استراتيجيًا في ظل التطورات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، لا سيما في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وإعادة ترسيم الخريطة الجيوسياسية للإقليم.
الملف السياسي:
يأتي على رأس ذلك الملف قضية المصالحة الوطنية، في ظل التصارع بين القبائل والصراع السياسي بين القوى السياسية. ومن ثم يتحتم على الرئيس الجديد السعي نحو ضرورة عودة الاستقرار السياسي للبلاد. ويضاف إلى ذلك ملف الفساد السياسي المتفشي في مؤسسات الدولة، ويتورط فيه العديد من السياسيين الصوماليين.
وبهذا تدخل الصومال مرحلة جديدة تسعى خلالها إلى فرض المزيد من الاستقرار السياسي والأمني في البلاد حتى يتسنى تحقيق المزيد من الإنجازات على كل المستويات بعد قرابة الثلاثة العقود من التدهور، عانى فيها الشعب الصومالي من الفوضى الأمنية والسياسية والتراجع الاقتصادي. وهو ما يفرض على القوى الإقليمية والدولية لا سيما الدول العربية والخليجية المساهمة في إعادة بناء الدولة الصومالية في ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.([4])
الصومال وآفاق المستقبل.
الي جانب هذه التحديات الجمة الماثلة امام الرئاسة الصومالية الجديدة، يلوح في الأفق مؤشرات وفرص تضمن للصومالين التقدم والتطور. وذلك من خلال عوامل عدة منها:
-
التاييد الشعبي الهائل الذي يحظى فرماجو منذ أن كان رئيسا للوزراء في عام 2010، حيث خرجت التظاهرات المنددة آنذاك بإقالته في عام 2011. كما خرجت أيضا التظاهرات المؤيدة له، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت من قبل نواب في البرلمان، بما يعنى أن الرئيس الصومالي الجديد يمتلك ظهيرا شعبيا في مواجهة التنظيمات الإرهابية، لاسيما في ظل ضعف مؤسسات الدولة، ومعاناة المجتمع من الهجمات الإرهابية.
-
الخبرة السياسية: إذ يتمتع “فرماجو” بقدر كبير من الخبرة السياسية. ولعل تلك الخبرة تجلت في الفترة القصيرة حينما تقللد على منصب رئيس الوزراء عام 2010م واشتغلت حكومته أكثر، وانجازاته في جوانب كثيرة.
-
العلاقات القوية مع الزعماء التقليديين؛هناك علاقات متميزة تجمع الرئيس فرماجو مع معظم زعماء العشائر الصومالية ورؤساء الإدارات الإقليمية، الذين لهم دور بارز في انتخاب نواب البرلمان بغرفتيه، الأمر الذي انعكس على حصوله على أكبر عدد من الأصوات مقارنة بمنافسيه الآخرين.
اضافة الى ذلك يعتبر الرجل صاحب فكرة خروج قوات الاتحاد الإفريقي من ثكناتها عام 2010 لمواجهة وملاحقة مقاتلي حركة الشباب الصومالية التي كانت في اوج قوتها آنذاك في مقديشو، مما أضطر الحركة ان تنسحب من العاصمة. ويحسب له العديد من الإصلاحات في نظم صرف مخصصات ومستحقات أفراد القوات الوطنية، وإعادة تأهيل هذه القوات في فترة رئاسته الوزراء. مما جعله بحق رجل الإنجازات الفعلية التي يلمسها رجل الشارع، فتعلقت به قلوب الشعب في مقديشو والصومال.
ولئن حاولت القيادة الصومالية الجدية ان تنجح في تخلص او علي الاقل تقليل قضية الفساد المالي، وهو من الاسباب التي تضيق ذرعا بالحكومات الصومالية وتؤدي الى الوضع الأمني المتردي في العاصمة، وتتخطي أيضا من كل هذه التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية، وتتعامل بشكل دبلوماسي مَرِن مع ملف دول الجوار وخاصة الدول المؤثرة في الساحة كإثيوبيا، وعمل فرماجو على تحقيق بعض وعوده الكثيرة للشعب ربما ينجح في مسار عملية إعادة دولة الصومال. أما إذا لم يفعل ذلك فسيكون الفشل يلاحقه تماما مثل الحكومات السابقة التي أعقدها الفساد المالي.
ووفق بعض المراقبون الذين يرون انه رغم تواضع الامكانات المتوفرة فإن هناك ثقة كبيرة في قدرة الرئيس الجديدة على تحقيق وعوده للشعب، وهي الاستقرار الأمني ومواجهة التحديات الاقتصادية وبناء جيش قوي وضمان صرف الرواتب للجنود والموظفين بشكل مستمر. وتحقيق كل هذا مرهون باستعانة فريق وطني يحمل هم الشعب بعيد عن المصالح الذاتية.
الخاتمة.
كل رحلة لها نهاية بما ذلك رحلة الانسان في دار الفناء!. ومن الطبيعي أن يصل قطار الصوماليين إلي محطته الأخيرة ليترجلو منه مرهقون من وعثاء سفر لم يكن مريحا أو سلسا في معظم مراحله، ومودعون ثقافة الحرب والفوضي، والقبلية والتدخل الأجنبي. بحكم أن الصومال أصبحت بعد سقوط الحكومة العسكرية وجهة كثير من الدول الأقليمية والدولية التي باتت تتصارع عليها، حيث أن معظم المهتمين بل والمشاركين في الشأن السياسي من خارج مؤسسات الحكم الانتقالي مقتنعون بأن العملية السياسية برمتها مطبوخة في الخارج وتفتقر إلى مشاركة شعبية فاعلة، وهذا يعود إلى موقع البلد الإستراتيجي الذي يجعله محط أطماع الدول، فالحروب الأهلية، وانهيار مشروع الدولة الوطنية، والكوارث الطبيعية، والتنافس الدولي على الثروة والنفوذ، كلها عوامل أسهمت في صياغة وتشكيل معالم المشهد في هذا البلد المضطرب.
[1] التدافع الدولي نحو القرن الافريقي طريق الاسلام. الرابطhttp://ar.islamway.net/article/45676/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A
[2] الرابط. RUSHBOOK.E.G.N . WETERN ARABIA REDSEA OXFORD . ENGLAND , 1946 , P. 228
[3] ماهي الفرص والتحديات امام المرشح الرئيسي محمد فرماجو. الرابط http://mogadishucenter.com/2016/12/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B5-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6/
4ماذا بعد ان انتخبت الصومال رئيسها الجديدإضاءات. الرابط. http://ida2at.com/estimation-of-position-what-after-somalia-its-new-elected/