قصة قصيرة في حب الأوطان ,,
قصة قصيرة في حب الأوطان ,,
وزير المالية السير ساسون حسقيل الذي خدم في 4 حكومات عراقية
متعاقبة بالقانون وحفاظه على المال العام
كانت الشركة البريطانية، شركة النفط العراقية (الآي بي سي) قد أعدت مسودة الاتفاقية مع الحكومة العراقية، وتم طرح نص العقد على طاولة المفاوضات للتوقيع ، نظر فيه حسقيل من وراء نظارته السميكة ثم راح يتمتم «ذهب! ذهب! ذهب»
كان نص الاتفاقية يحدد عوائد العراق بالجنيه الانجليزي ،وعندما وصل ساسون إلى هذه الكلمات طلب من ممثل الشركة ان يضيف الى الجنيه كلمة (ذهب)، جنيه ذهب ؟؟؟ وهو كان بالأساس ذهباً استغرب ممثل الشركة !!!! من الاقتراح، بل واستغرب حتى اعضاء الوفد العراقي!!!
وكان رئيس الوزراء العراقي ياسين الهاشمي حاضراً وكانت العملة الاسترلينية اقوى من الذهب ويتعامل بها الناس في كل مكان كما يتعاملون الآن بالدولار .
ولكن ماذا فعل وزير العراق اليهودي (ساسون حسقيل) اصر على إضافة كلمة ذهب لتكون شرطاً في ابرام العقد ، والسؤال هل وافقوا على طلب حسقيل ؟؟
أجاب المفاوض البريطاني اذا كان هذا ما يقلقك فليكن الجنيه كما تريد اخرج قلمه وأضاف كلمة ذهب الى العبارة ، وتم إبرام الاتفاقية ومرت
سنوات قليلة حتى بدأ الاقتصاد البريطاني بالتدهور ؛ ومعه بدأ الجنيه الاسترليني بالهبوط ، ولكن الشركة وجدت نفسها مضطرة الى الدفع حسب سعر الذهب، لانها وافقت على طلب وزيرنا المحترم (حسقيل) عاما بعد عام وكان حسقيل ساسون قد ضمن بفعله للخزينة العراقية ملايين الجنيهات.
وعلى حد علمي ان حسقيل رهن واردات الذهب في بنوك عالمية لتدر ارباحاً على الاقتصاد العراق هكذا كانوا وزراء العصر الملكي يتسابقون على ان يحموا المصالح العراقية,,,
انا لا امجد بالفترة الملكية إطلاقاً لكن هكذا كان العراق وازدهر أكثر وأكثر عندما وصل الزعيم ( عبد الكريم قاسم ) الى الحكم ، لكن للاسف ماهي الا سنوات قليلة وتم تصفيته من أقرب الناس ، وهو زميل السنوات الطويلة ( عبدالسلام عارف ) ليحقق الى البعث المقبور افضل خدمة في التاريخ.
السؤال هل سيظهر حسقيل مرة اخرى ويحمي الاقتصاد العراقي ؟
هل سيخرج لنا رجل دولة وينهض بالعراق من جديد؟.