المركز العراقي الافريقي للدراسات الاستراتيجية
الموقع الرسمي

اﻷستاذ الدكتور/ حمدي عبد الرحمن حسن يكتب: وداعا الرئيس البلدوزر

0

يستطيع المتأمل لمسيرة الراحل جون ماجوفولي أن يطرح بقوة فكرة المستبد العادل في السياق الأفريقي. كان الرجل يطلق عليه البلدوزر ربما لارتباط اسمه بأعمال الإنشاءات والطرق وبعده عن شبهة الفساد على مدى عقدين من الزمان تولى فيها مناصب وزارية مثل العمل والأشغال العامة. عندما حصلت بلاده على استقلالها عام 1961 كان عمره عامين يحبو في أحد قرى بحيرة فيكتوريا. أصبح مدرسا من حيث المهنة إلى أن حصل على درجة جامعية في العلوم. ورغم أنه يحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء إلا أنه أنكر تماما وجود فيروس كورونا ودعا الناس إلى إقامة الصلوات في كنائسهم ومساجدهم طلبا للعون الإلهي. لم تتخذ بلاده أي إجراءات احترازية وكانت المفارقة أنه مات بنفس الداء وهذا يعكس نمط العند السياسي لدي بعض القادة الشعبويين في أفريقيا.
جاء الرجل عبر انتخابات ديموقراطية في عام 2015 حيث شفع له سجله الناصع من العمل الشاق وعدم التورط في قضايا الفساد . بيد أن البلدوزر سرعان ما اكتسح في طريقه قضايا الحريات العامة والصحافة وحقوق الإنسان زاعما أن مصالح الناس تقع في قلب اهتمامه. وفي انتخابات العام الماضي التي شابتها أعمال عنف قال انه يريد استكمال مشروعه التنموي ولكن يد القدر كانت أسبق إليه وبنفس العلة التي أنكر وجودها.
قد تخلف البلدوزر وفق للدستور أول إمرأة في تاريخ تنزانيا وهي السيدة سامية سولو والتي كانت تشغل منصب نائب الرئيس .ومن المتوقع أن تؤدي السيدة سولو اليمين الدستورية في غضون الـ 24 ساعة القادمة.
وفقًا للقانون ، لن تكون رئيسة بالوكالة ، لكنها ستتولى السلطة الكاملة كرئيسة للدولة ويمكنها تعيين حكومتها الخاصة وحتى تغيير بعض سياسات الدكتور ماجوفولي.

تنص المادة 37 (5) من الدستور التنزاني على أنه “عندما يصبح منصب الرئيس شاغرًا بسبب الوفاة أو الاستقالة أو فقدان المؤهلات الانتخابية أو عدم القدرة على أداء وظائفه بسبب العجز الجسدي أو عدم أداء واجبات ووظائف منصب الرئيس ، يؤدي نائب الرئيس اليمين الدستورية ويصبح رئيسًا للفترة المتبقية من مدة الخمس السنوات ووفقًا للشروط المنصوص عليها في المادة 40. “
وبعد أن تؤدي اليمين الدستورية ، ستصبح سولو هي ثالث رئيسة لدولة في شرق إفريقيا بعد سيلفي كينيجي من بوروندي ، وساهلي وورك زودي التي تشغل منصبها بشكل رمزي في أثيوبيا . شغلت السيدة كينيغي منصب الرئيس بالنيابة في بوروندي بين أكتوبر 1993 وفبراير 1994 ، بينما شغلت السيدة زودي منصب الرئاسة منذ أكتوبر 2018.
وستكون السيدة سولو هي ثاني زنجبارية بعد علي حسن مويني تقود تنزانيا .
ووفقًا للقانون ، ستقترح السيدة سولو ، بالتشاور مع حزبها السياسي ، نائبًا جديدًا للرئيس ، “وتقر الجمعية الوطنية هذا التعيين بأصوات لا تقل عن خمسين بالمائة من جميع أعضاء البرلمان”.
بمجرد أن تتولى سولو منصب الرئيس ، ستكون مؤهلة لخوض المنافسة لفترة ولاية أخرى مدتها خمس سنوات ، حيث ستُعتبر هذه الولاية الأولى لها.
فهل ستكمل الريسة سامية عمل البلدوزر أم أنها ستقع فريسة لمراكز قوى شاما شا مابندوزي الحاكم.

شاركنا رأيك

بريدك الإلكتروني مؤمن ولن يتم اظهاره للعلن.